للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ثم دخلت سنة تسع وأربعين]

فيها غزا يزيد بن معاوية بلاد الروم حتى بلغ قُسْطنطينيَّة، وكان معه جماعة من سادات الصحابة منهم: ابن عمر، وابن عباس، وابن الزُّبير، وأبو أيوب الأنصاري. وقد ثبت في "صحيح البخاري" (١) أن رسول الله قال: "أَوَّلُ جيشٍ [مِنْ أُمتي] يغزونَ مدينةَ قَيْصَر مغفورٌ لهم" فكان هذا الجيش أول من غزاها، وما وصلوا إليها حتى بلغوا الجهد. وبها (٢) توفي أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري، ولم يَمُتْ في هذه الغزوة، بل بعدها في سنة بضع وخمسين كما سيأتي.

وفيها عزل معاويةُ مروانَ عن المدينة، وولَّى عليها سعيد بن العاص، فاستقضى سعيد عليها أبا سلَمة بن عبد الرحمن بن عوف.

وفيها شتا مالك بن هُبيرة الفَزَاري بأرض الروم.

وفيها كانت غزوة فَضالة بن عُبيد، وشتا هنالك، ففتح البلد، وغنم شيئًا كثيرًا [من الرقيق وغيره] (٣).

وفيها كانت صائفة عبد الله بن كُرْز البَجَلي.

وفيها وقع الطاعون بالكوفة، فخرج منها المغيرة بن شُعبة فارًّا، فلمّا ارتفع الطاعون رجع إليها، فأصابه الطاعون فمات. والصحيح أنه مات سنة خمسين كما سيأتي.

[وفيها عزل معاويةُ مروانَ بن الحكم عن المدينة في شهر ربيع الأول منها، وولَّى عليها سعيد بن العاص في شهر ربيع الآخر، فكانت ولاية مروان على المدينة لمعاوية ثمان سنين وشهرين، وكان قاضي مروان على المدينة عبد الله بن الحارث بن نوفل، فلمّا ولي سعيد عزله عن القضاء، واستقضى أبا سلَمة بن عبد الرحمن بن عوف] (٤).

وفيها جمع معاويةُ بين ولاية الكوفة والبصرة لزياد، فكان أول مَنْ جُمع له بينهما، فكان يُقيم في هذه ستة أشهر، وفي هذه ستة أشهر، وكان إذا سار من البصرة استخلف عليها سَمُرَة بن جُنْدب.


(١) البخاري في الجهاد/ ٩٣ برقم (٢٩٢٤) وسيعيده المؤلف ضمن ترجمة يزيد بن معاوية.
(٢) يعني القسطنطينية. ووقعت في ط: وفيها، وهو خطأ، إذ يتوجه الكلام إلى الغزوة.
(٣) ما بين حاصرتين من (أ) فقط.
(٤) ما بين حاصرتين من (أ) فقط، وبعضه في (ب) و (م). أما المطبوع فلا يوجد فيه شيء منه لأنه تقدم مختصرًا في أول أحداث هذه السنة.