للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد اللَّه بن سلام، عن أبيه، عن جده، قال: يُدفَنُ عيسى ابنُ مريمَ مع رسول اللَّه ، وأبي بكر، وعمر فيكون قبره رابعًا (١).

وقال أبو داود الطيالسيُّ عن علي بن مَسْعَدة، عن رِيَاحِ بن عَبِيدَة، حدثني يوسف بنُ عبد اللَّه بن سلَامٍ، عن أبيه، قال: يمكثُ الناس بعد الدجَّال يَعمُرون الأسواقَ، ويَغْرِسُونَ النَّخْلَ.

ذِكر خروج يأجوج ومأجوج، وذلك في أيام عيسى ابن مريم بعد قتله الدجال فيهلكهم اللَّه أجمعين في ليلةٍ واحدةٍ ببركة دعائه عليهم

قال اللَّه تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (٩٧)[الأنبياء]، وقال تعالى في قصة ذي القرنين: ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (٩٢) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (٩٣) قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (٩٤) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (٩٥) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (٩٦) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (٩٧) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (٩٨) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (٩٩) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (١٠٠)[الكهف].

وقد ذكرنا في "التفسير"، وفي قصة ذي القرنين، خبر بنائِه للسدّ من حَدِيدٍ ونُحاسٍ بَيْن جبلين، فصار رَدْمًا واحدًا، و ﴿قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي﴾ أي يَحْجُزُ به بين هؤلاء القوم المفسدين في الأرض، وبين الناس، ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا﴾ أي الوقت الذي قَدَّر انْهدامَه فيه ﴿جَعَلَهُ دَكَّاءَ﴾، أي مساويًا للأرض، ﴿وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا﴾ أي هذا لا بدّ من كونه ووقوعه، ﴿وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ﴾ إذا انهدم، يخرجون على الناس فيموجون فيهم، ويَنْسِلُون، أي يُسرعون المَشْيَ من كُلِّ حَدَبٍ، ثم يكون النفخُ في الصورِ للفَزع قريبًا من ذلك الوقت، كما قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا. . .﴾ الآية [الأنبياء].

وقد ذكرنا في الأحاديث الواردة في خروج الدجّال ونزول المسيح طَرَفًا صالحًا من ذِكرهم، من رواية النوّاس بن سِمْعَان، وغيره.

وثبت في "الصحيحين" من حديث زينب بنتِ جَحْش أنّ رسول اللَّه نامَ عِنْدَها ثم استيقظَ


(١) رواه الطبراني في "الكبير" (١٣/ ٣٨٤) وإسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>