للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأتراك دورَ الدَّيْلَم، وخَلَع سُبُكْتكين على رؤساء العامة، لأنهم كانوا معهم على الدَّيْلم، وقويت السنة على الشيعة، وأحرق الكَرْخ (١) حريقًا ثانيًا، وظهرت السُّنَّة على يدي الأتراك، وخلع المطيع، وولي ولده الطائع لله، على ما سنذكره إن شاء الله .

خلافة الطَّائع وخلع أبيه المطيع لله

ذكر ابنُ الأثير أنه لما كان [اليوم] الثالث عشر [من] ذي القعدة (٢)، وقال ابن الجوزي في "منتظمه": كان ذلك يوم الثلاثاء التاسع عشر من ذي القعدة (٣) من هذه السَّنة، خُلِع المطيع لله، وذلك لفالجٍ أصابه فَثَقُلَ لسانه، فسأله سُبُكْتِكين أن يخلع نفسه، ويولي [من] (٤) بعده ولدَه الطَّائع، فأجاب (٥)، فعقدت البيعة للطَّائع بدار الخلافة على يدي الحاجب سُبُكْتكين، وخُلع أبوه المطيع بعد تسع وعشرين سنة كانت له في الخلافة، ولكن تعوَّض عنها (٦) بولاية ولده. واسم الطائع أبو بكر عبد الكريم (٧) بن المطيع لله أبي القاسم الفضل بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد أبي العباس أحمد بن الأمير أبي أحمد الموفق المتوكل بن المعتصم بن هارون الرشيد، ولم يَلِ الخلافة من اسمه عبد الكريم سواه، ولا من أبوه حي سواه (٨)، وسوى أبي بكر الصَّدِّيق (٩). ولم يل الخلافة من بني العباس أسن منه حال الولاية، كان عمره ثمانيًا وأربعين سنة يوم بويع، وكانت أمه أم ولد اسمها عُتب، كانت تعيش أيضًا يوم بويع بالخلافة، ولما بويع الطائع ركب وعليه البُرْدة، وبين يديه سُبُكْتكين والجيش، ثم خَلَعَ من الغد على سُبُكْتِكين خِلَع الملوك ولقبه ناصر الدولة، وعقد له لواء الإمارة. ولما حضر الأضحى ركب الطَّائع وعليه السواد، فخطب بالناس بعد الصَّلاة خطبة خفيفة حسنة، وحكى ابن الجوزي في "المنتظم" (١٠) أن المطيع لله كان يُسمَّى بعد خلعه بالشيخ الفاضل، والله أعلم.


(١) في (ط): لأنه محل الرافضة.
(٢) انظر الكامل (٨/ ٦٣٧) وما بين حاصرتين من (ب).
(٣) في مطبوع المنتظم (٧/ ٦٦): وعقد له الأمر - أي للطائع - في يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة.
(٤) ما بين حاصرتين من (ب).
(٥) في (ط): فأجاب إلى ذلك.
(٦) في (ح): منها، والمثبت من (ب).
(٧) في (ح): أبو بكر بن عبد الكريم، وهو وهم، والمثبت من (ب).
(٨) في (ط) زيادة ولا من كنيته أبو بكر سواه.
(٩) في (ط): .
(١٠) انظر المنتظم (٧/ ٦٦ - ٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>