كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

ثم دخلت سنة ثنتى عشرة وخمسمئة - وممن توفي فيها من الأعيان - ج: 14 - ص: 34

وأحسن إليه، وطيّب نفسه. وكانت مدة غيبته عن بغداد أحد (١) عشر شهرًا. واستقرّت الخلافة بلا منازعة للمسترشد.

[وفي هذه السنة] (٢) كان غلاءٌ شديد ببغداد، وانقطع الغيث، وعدمت الأقوات، وتفاقم أمر العيّارين ببغداد، ونهبوا الدور (٣) نهارًا جهارًا. ولم يستطع الشرط (٤) لذلك تغييرًا ولا إنكارًا (٥).

وحج بالناس في هذه السنة نَظَر الخادم.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

الإمام (٦) الخليفة المستظهر (٧) باللّه [أبو العباس أحمد] (٨): كما تقدم ذكر ذلك آنفًا في هذا العام.

[أُرْجوان الأرمنية] (٩): وتوفيت بعده جدته أم أبيه المقتدي بأمر الله أُرْجُوان الأرمنية، وتدعى قرة العين. وكان لها بِرٌّ كثير، ومعروف، وصدقات. وقد حجت ثلاث حجات، أدركت خلافة ابنها المقتدي بأمر الله، وخلافة ابنها المستظهر، وخلافة ابنه المسترشد، ورأت للمسترشد ولدًا. وكانت وفاتها في هذه السنة، رحمها الله تعالى.

بكر ين محمد بن علي بن الفضل، أبو الفضل الأنصاري (١٠):

روى الحديث. وكان يضرب به المثل في حفظ مذهب أبي حنيفة. وكان قد تفقه على عبد العزيز بن أحمد (١١) الحَلْوائي (١٢)، وكان يذكر الدرس (١٣) في أي موضع سُئل من غير مطالعة ولا مراجعة، وربما

---

(١) ط: إحدى.
(٢) ط: وفيها.
(٣) آ، ب: الديارات.
(٤) آ، ب: الرطة.
(٥) ط: الشرط دفع ذلك.
(٦) ليس في ط.
(٧) أخباره وترجمته في المنتظم (٩/ ١٩٧ - ١٩٩) وابن الأثير (٨/ ٢٨١) ومرآة الزمان (٨/ ٢٧٣) والروضتين (١/ ٢٨)، وتاريخ الإسلام (١١/ ١٨٥)، والعبر (٤/ ٢٦) ومرآة الجنان (٣/ ٢٠٣).
(٨) عن ب وحدها.
(٩) ترجمتها في المنتظم (٩/ ٢٠٠) وابن الأثير (٨/ ٢٨٥) والعبر (٤/ ٢٦) وتاريخ الإسلام (١١/ ١٨٨).
(١٠) ترجمته في المنتظم (٩/ ٢٠٠) وابن الأثير (٨/ ٢٨٥) والعبر (٤/ ٢٦ - ٢٧) ومرآة الجنان (٣/ ٢٠٣).
(١١) ط: محمد، المنتظم (٩/ ٢٠٠).
(١٢) في (ط) والمنتظم: "الحلواني"، والحَلْوائي: بفتح الحاء المهملة وسكون اللام هذه النسبة إلى عمل الحلواء وبيعها، وقد نسب أبو سعد السمعاني عبد العزيز هذا هذه النسبة، وهو مجود بخط الذهبي في تاريخ الإسلام (١١/ ١٨٩)، وترجمهُ في وفيات سنة ٤٥٦ من تاريخه هذا (١٠/ ٧١) نقلًا من خط شيخه الفرضي (بشار).
(١٣) ط: الدروس.