للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آلاف، ودخل الرَّيّ، فأخذ من أهلها مئة ألف ألف دينار، وفرَّق عمَّاله في نواحي الرَّيّ (١).

وفيها: وقع بين أبي العباس بن الموفّق وبين صاحب ثغر طَرَسوس وهو بازما (٢) الخادم فثار أهلُ طَرَسوس على أبي العباس، فأخرجوه عنهم، فرجع إلى بغداد.

وفيها: دخل حَمدان بن حمدون، وهارون الشاري، مدينة الموصل، وصلَّى بهم الشاري في جامعها الأعظم.

وفيها: عاثت بنو شيبان في أرض الموصل، وسعَوا في الأرض فسادًا.

وفيها: تحرَّكت بفيَّة الزَّنج في أرض البصرة، ونادوا: يا أنكلاي (٣)، يا منصور، - وكان أنكلاي ابن صاحب الزَّنج - وسليمان بن جامع، وأبان بن علي المهلّبيّ، وجماعة من وجوه أمرائهم، في جيش الموفَّق، فبعث إليهم، فقُتلوا، وحُمِلَت رؤوسهم إليه، وصُلبت أبدانهم ببغداد، وسكنت الشرور.

وفيها: صلَح أمر المدينة النبوية وتراجع الناس إليها، ولله الحمد.

وفيها: جرت حروبٌ كثيرة ببلاد الأندلس، وتسلَّمت الروم من المسلمين بلدين عظيمين من الأندلس، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وفيها: قدم صاعد بن مخلد الكاتب من فارس إلى واسط، فأمر الموفَّقُ القوَّاد أن يتلقَّوه، فدخل في أُبَّهة عظيمة، ولكن ظهر منه تِيهٌ وعجب شديد، فأمر الموفَّق عمَّا قريب بالقبض عليه وعلى أهله وأمواله وحواصله، واستكتب مكانه أبا الصقر إسماعيل بن بُلبل.

وحجَّ بالناس فيها هارون بن محمد بن إسحاق العباسي، أمير الحج منذ دهر.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

إبراهيم بن الوليد الجَشَّاش (٤).

وأحمد بن عبد الجبَّار بن محمد بن عُطارد العُطَارديّ التميمي (٥)، راوي السيرة عن يونس بن بُكَير، عن محمد بن إسحاق بن يسار وغير ذلك.


(١) ابن الأثير (٧/ ٤١٨).
(٢) في ط والطبري: يا زمان.
(٣) في ب، ظا: يا أنكالي.
(٤) في ط: "بن الحسحاس" وفي الكامل "بن الخشخاش" وكلاهما خطأ، وما أثبتناه من كتب المشتبه ومنها توضيح ابن ناصر الدين (٢/ ٣٦١) وهو إبراهيم بن الوليد بن أيوب أبو إسحاق الجشاش. سمع أبا نعيم والقعنبي وغيرهم كان ثقة - تنظر ترجمته في تاريخ بغداد للخطيب (٦/ ١٩٩) والمنتظم (٥/ ٨٥)، وابن الأثير (٧/ ٤٢١).
(٥) أبو عمرو الكوفي، الشيخ المعمّر المحدِّث، ضعيف، وسماعه للسيرة صحيح. مات بالكوفة وله خمس وتسعون سنة. سير أعلام النبلاء (١٣/ ٥٥)، تقريب التهذيب (١/ ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>