للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي التاسع والعشرين من ربيع الأول خطب الخليفة الحاكم وحثَّ في خطبته على الجهاد (والنفير)، وصلَّى بهم الجمعة وجهر بالبسملة.

وفي ليلة السبت ثالث عشر صفر جيء بهذا الجُرْن (١) الأحمر الذي بباب البرادة من عكا، فوضع في مكانه [هنا والمؤذنون والقراء بين يديه والصبيان يعجبون حتى قرر وسقاه وأُجري إليه الماء، وكان قبله دستًا من نحاس واطئ، هذا كان جرنًا لماء المعمودية تبركًا والله أعلم] (٢).

وفي ربيع الأول (٣) كمل بناء الطارمة وما عندها من الدور (٤) والقتة الزّرقاء، وجاءت في غاية الحسن والكمال والارتفاع.

وفي يوم الإثنين ثاني جمادى الأولى ذكر الدرس بالظاهرية الشيخ (٥) صفيّ الدين محمد بن عبد الرحيم الأرموي، عوضًا عن علاء الدين بن بنت الأعز.

وفي هذا اليوم درس بالدولعية كمال الدين بن الزكي.

وفي يوم الإثنين سابع جمادى الآخرة دَرَّس بالنجيبية الشيخ ضياء الدين عبد العزيز الطوسي، بمقتضى نزول الفاروثي (٦) له عنها. والله أعلم بالصواب.

[فتح قلعة الروم]

وفي ربيع الأول (٧) منها (٨) توجّه السلطان الأشرف بالعساكر (٩) نحو الشام فقدم دمشق ومعه وزيره ابن


(١) ط: الجرز. ما هنا عن أ وب. وفي هذا الخبر ألفاظ وأمور غير مفهومة. قال بشار: الجُرن: الكأس. وقد ذكر الذهبي هذه الحادثة بتفصيل ووضوح، والظاهر أن هذا الكأس كان من غنائم عكا، وكان النصارى هناك يستعملونه لحفظ الماء الذي يعمدون به الأطفال، فاحتفظ به في قلعة دمشق ثم نصب في الجامع الأموي في مكان البرادة التي كانت من نحاس، قال: "وفي صفر أمر نائب دمشق، وهو الشجاعي بإنزال الكأس السماقي البراق من القلعة إلى الجامع … وقلعت البرادة … وهو كأس كأنه هناب مرحرح (أي واسع قصير الجدار) يسع نحو عشرة أرطال ماء أو أقل. وحجره من جنس اللوحين اللذين عن جنبي محراب جامع دمشق، حجر أملس بَقَاص مانع قليل الوقوع. ثم أجري فيه الماء وسُمرت المغرفتان مع الركن وشربنا منه. ثم أخذوه إلى القلعة، وعمل في دار السلطنة بعد أيام" (تاريخ الإسلام ١٥/ ٦٧٩).
(٢) عن ب وحدها.
(٣) ب: الآخر.
(٤) آ، ب: الآدر السلطانية.
(٥) آ: للشيخ.
(٦) ط. الفارقي؛ تحريف وستأتي ترجمته في وفيات سنة ٦٩٤.
(٧) أ: ربيع الآخر.
(٨) عن ط وحدها.
(٩) أ: بالعساكر المنصورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>