للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة ثماني عشرة، فاستمر في الوزارة مدة ولاية الظاهر ثمّ لولده المستنصر حتى توفي الوزير الجرجرائي المذكور في سنة ست وثلاثين، وكان قد سلك في وزارته العقة العظيمة، وكان الذي يعلم عنه القاضي أبو عبد اللَّه القضاعي صاحب كتاب "الشهاب" وكانت علامته عنه: الحمد للَّه شكرًا لنعمته. وكان الذي قطع يديه من المرفقين الحاكم، لخيانة ظهرت عليه في سنة أربع وأربعمئة، ثمّ استعمله في بعض الأعمال سنة تسع، فلمّا فُقد الحاكم لعنه اللَّه في التاسع والعشرين من شوّال سنة إحدى عشرة، ثم تملّك من بعده ولده الظاهر المذكور، تنقّلت بالجرجرائي المذكور الأحوال، حتى استوزر سنة ثماني عشرة كما ذكرنا، وقد هجاه بعض الشعراء فقال:

يا أحمقًا إسمعْ وقلْ … وَدَعِ الرقاعةَ والتحامُق

أأقَمْتَ نفسَك في الثِقَا … تِ وَهبْك فيما قلْتَ صادقْ

فمنَ الأمانةِ والتُّقى … قُطِعتْ يداكَ من المرافِق

[وممن توفي فيها من الأعيان]

أحمد بن محمد بن إبراهيم الثَّعالبي (١) ويقال: الثّعْلبيّ أيضًا، وهو لقب وليس بنسبة، النيسابوري المفسّر [المشهور].

له: "التفسير الكبير"، وله كتاب "العرائس" (٢) في قصص الأنبياء، وغير ذلك، وكان كثير الحديث، واسع السماع، ولهذا يوجد في كتبه من الغرائب الشيء الكثير.

وذكره عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في "تاريخ نيسابور" (٣) وأثنى عليه، وقال: هو صحيح النقل، موثوق به، توفي سنة سبع وعشرين وأربعمئة.

وقال غيره: توفي يوم الأربعاء لسبع بقين من المحرّم منها، ورُئيت له منامات صالحة.

قال السمعاني (٤): ونيسابور كانت مقصبةً، فأمر سابور الثاني ببنائها مدينة، و"ني" هو القصب بالفارسية، واللَّه أعلم.


(١) وفيات الأعيان (١/ ٧٩)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٤٣٥)، الوافي بالوفيات (٧/ ٣٠٧)، طبقات السبكي (٤/ ٥٨)، النجوم الزاهرة (٤/ ٢٨٣)، شذرات الذهب (٣/ ٢٣٠).
(٢) واسمه: عرائس المجالس في قصص الأنبياء. طبع أكثر من مرة، وفيه كثير من الإسرائيليات والغرائب.
(٣) منتخب السياق، الترجمة رقم ١٩٧.
(٤) لم ترد ترجمة الثعلبي في الأنساب، وقد استدرك هذه الترجمة ابن الأثير في اللباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>