للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأنوار" للقاضي عياض، وكان من علماء بلادهم وفضلائهم المشهورين. مات فجأة بعد صلاة الجمعة سادس شوال [من هذه] (١) السنة عن أربع وستين سنة. قاله ابن خلكان (٢).

فصلٌ: في وفاة الملك العادل نور الدين (٣) محمود بن زنكي [بن آقسنقر التركي السلجوقي في هذه السنة، ] (٤)، وذكر شيء من سيرته العادلة، وأيامه الكاملة

هو الملك العادل نور الدين أبو القاسم (٥) محمود بن الملك الأتابك قسيم الدولة عماد الدين أبي سعيد زنكي الملقب بالشهيد بن الملك آقسُنْقُر الأتابك الملقب بقسيم الدولة أيضًا التركي السُّلجوقي مولاهم.

ولد وقت طلوع الشمس من (٦) يوم الأحد السابع عشر من شوال سنة إِحدى عشرة وخمسمائة بحلب.

ونشأ في كفالة والده صاحب حلب والموصل وغيرهما من البلدان الكثيرة. وتعلم القرآن (٧) والفروسية والرمي. وكان شهمًا شجاعًا، ذا همة عالية، وقصد صالح، وحرمة وافرة، وديانة متينة (٨).

فلما قُتل أبوه سنة إِحدى وأربعين، وهو محاصِرٌ جَعْبر (٩) كما ذكرنا، صار المُلك بحلب إِلى ابنه محمود هذا، وأُعطي أخوه سيف الدين غازي الموصل كما تقدم، ثم افتتح الملك نور الدين دمشق في سنة تسع وأربعين، فأحسن إِلى أهلها، وبنى لهم المدارس والمساجد والربط، ووسَّعَ لهم الطرق والأسواق (١٠)، ووضع المكوس بدار البطيخ والغنم والفرضة (١١)، وغير ذلك.


(١) ط: منها.
(٢) انظر وفيات الأعيان (١/ ٦٢).
(٣) أخباره وترجمته في تاريخ دمشق (٥٧/ ١١٨ فما بعد) والمنتظم (١٠/ ٢٤٨) وابن الأثير (٩/ ١٢٤ - ١٢٦) ومرآة الزمان (٨/ ٣٠٥) والروضتين (١/ ٢٢٧) ووفيات الأعيان (٥/ ١٨٤ - ١٨٨) ومختصر أبي الفداء (٣/ ٥٤) وتاريخ الإسلام (١٢/ ٤٢٤ - ٤٣٦) والعبر -الكويت (٤/ ٢٠٥) - بيروت (٣/ ٥٨) ومرآة الجنان (٣/ ٣٨٦ - ٣٨٩).
(٤) ليس ما بين الحاصرتين في ط.
(٥) في أ: أبو الغنائم، وهو تصحيف.
(٦) عن ط وحدها.
(٧) عن ط وحدها.
(٨) في ط: بنية.
(٩) جَعْبَر: قلعة على الفرات بين بالس والرقة قرب صفين. معجم البلدان.
(١٠) العبارة في ط: (ووسّع لهم الطرق على المارة وبنى عليها الرصافات ووسّع الأسواق).
(١١) في ط: العرصد وفي الروضتين (١/ ٥): والكيالة وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>