للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر نهر فيها هو منها بمنزلة نهر القلوط (١) من أنهار الدنيا

وهو مجتمع الأوساخ، والأقذار، والنَّتْن، أعاذنا الله منه.

قال الإمام أحمد: حدّثنا عليّ بن عبد الله، حدّثنا المُعْتَمر بن سُلَيْمان، قال: قرأت على الفُضَيْل بن مَيْسرة، عن حديث أبي حَريزٍ (٢)، أنَّ أبا بُرْدةَ حدَّثه، عن حديث أبي موسى، أن النبى قال: "ثَلاثة لا يدخلون الجَنة: مُدْمنُ خَمْرٍ، وقَاطعُ الرحم، ومُصَدِّق بالسِّحر، ومن مات مُدْمنَ خمر، سقاهُ اللهَ من نَهْر الغُوْطةِ" قيل: وما نهرُ الغُوْطَةِ؟ قال: "نهر يَجْري من فُروج المُومِسَاتِ، يُؤذي أهْلَ النارِ ريحُ فُروجهن" (٣).

ذكر وادٍ أو بئر فيها يقال له: هبهب

قال أبو بكر بن أبي الدّنيا: حدّثنا أبو خَيْثمةَ، حدّثنا يَزيدُ بن هارون، حدّثنا الأزْهَرُ بن سِنان، حدّثنا محمد بن واسع، قال: دخلتُ على بلال بن أبي بُرْدَةَ، فقلت له: يا بلال، إن أباك حدّثني عن أبيه، عن النبيِّ أنه قال: "إنَّ في جَهَنَم لَوادِيًا يقال لهُ: هَبْهب، حَقًّا على الله أن يُسْكنه كُلّ جَئارٍ عَنِيد، فإياكَ يا بلال، أن تَكُونَ ممن يَسْكُنُه". وقد رواه الطبرانى من حديث سعيد بن سُلَيْمانَ، عن أزهر بن سِنانٍ، عن محمد بن واسع، أنه دخل على بلال بن أبي بُرْدَةَ بن أبي موسى، فقال له: إن أباكَ حدّثني، عن جَدّكَ، عن رسول الله : أنّه قال: "إنَّ في جهنَّم وَاديًا، وفي الوادي بئر يقالُ له: هَبْهب، حق على الله أن يُسْكنَهُ كل جَبارٍ عنيد". تفرَّد به أزهر بنُ سنان، وقد تكلم بعضُ الحفّاظ فيه وليَّنه (٤).

[ذكر ويل وصعود]

قال الله تعالى: ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ [المرسلات: ١٥]، وقال تعالى: ﴿سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا﴾ [المدثر: ١٧].


(١) يطلق على النهر القذر بلغة أهل دمشق، وبلغة غيرهم، يقال له: القلوص.
(٢) في الفاسية: جوير، وفي (آ) جرير، وهو خطأ.
(٣) رواه أحمد في المسند (٤/ ٣٩٩) وإسناده ضعيف، ولكن لأوله "ثلاثة لا يدخلون الجنة، مدمن خمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر" شواهد يقوى بها.
(٤) رواه ابن أبي الدنيا في "صفة النار" (٣٥) والطبراني في المعجم "الأوسط" (٣٥٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>