للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"دلائل النبوة" وهو كتاب جليل (١) -: ثنا صَفْوان بن صالح الدمشقيُّ، ثنا الوليد، ثنا ابن جابر.

(ح) وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، ثنا الوليد وعمرو - يعني ابن عبد الواحد - قالا: ثنا ابن جابر، سمعت سُلَيم بن عامر الخبائريَّ يقول: أخبرني أبو أمامة الباهليُّ، سمع رسول الله يقول: "بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان، فأخذا بضَبْعيَّ فأتيا بي جبلًا وعرًا فقالا: اصعد. فقلت: لا أطيقه. فقالا: إنَّا سنسهله لك. قال: فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا أنا بأصوات شديدة، فقلت: ما هؤلاء الأصوات؟ فقالا: عواء أهل النار. ثم انطلقا بي، فإذا بقوم معلَّقين بعراقيبهم، مشقَّقة أشداقهم، تسيل أشداقُهم دمًا، فقلت: ما هؤلاء؟ فقالا: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلَّة صومهم". فقال: "خابت اليهود والنصارى". قال سُليم: [لا أدري] أسمعه من رسول الله أم من رأيه "ثم انطلقا بي، فإذا قوم أشدُّ شيء انتفاخًا، وأنتنُ شيء ريحًا، كأنَّ ريحهم المراحيض، قلت: من هؤلاء؟ قالا: هؤلاء قتلى الكفار. ثم انطلقا بي، فإذا بقوم أشد [شيء] انتفاخًا، وأنتن شيء ريحًا، كأن ريحهم المراحيض. قلت: من هؤلاء؟ قالا: هؤلاء الزانون والزواني، ثم انطلقا بي، فإذا بنساءٍ تَنْهَشُ ثُدِيَّهُنَّ الحِيات، فقلت: ما بال هؤلاء؟ قالا: هؤلاء اللاتي يمنعن أولادهن ألبانهن. ثم انطلقا بي، فإذا بغِلْمَان يلعبون بين بحرين، قلت: من هؤلاء؟ قالا: هؤلاء ذراريُّ المؤمنين. ثم أشرفا بي شرفًا، فإذا بنفر ثلاثة يشربون من خمر لهم، فقلت: من هؤلاء؟ قالا: هؤلاء جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة. ثم أشرفا بي شرفًا آخر، فإذا أنا بنفر ثلاثة، فقلت: من هؤلاء؟ قالا: هؤلاء إبراهيم، وموسى، وعيسى، ، وهم ينتظرونك" (٢).

* * *

فصل فيما قيل من الأشعار في غَزْوَة مُؤْتَةَ

قال ابن إسحاق (٣): وكان مما بُكِي به أصحاب مؤتة قول حَسَّان (٤): [من الطويل]

تأوّبني ليلٌ بيثربَ أَعسرُ … وهمٌّ إذا ما نوَّم الناس مسهرُ


(١) قلت: وهو مخطوط لم يطبع بعد فيما أعلم.
(٢) رواه ابن خزيمة في "صحيحه" رقم (١٩٨٦) وعنه ابن حبان في "صحيحه" رقم (٧٤٩١) وإسناده صحيح. وذكره بنحوه الطبراني في "المعجم الكبير" رقم (٧٦٦٧) وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ٧٦ - ٧٧): "ورجاله رجال الصحيح".
(٣) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٣٨٣).
(٤) الأبيات في "ديوانه" (١/ ٩٨) مع بعض الخلاف في ألفاظها.