للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَيْلي من البَيْنِ ماذا حَلَّ بي وبِهِمْ … مِنْ نازِلِ البَيْنِ حانَ البَيْنُ وارْتَحَلُوا

يا راحِلَ العِيسِ عَجِّلْ كي أودِّعَهُمْ … يا راحِلَ العِيسِ في تَرْحَالِكَ الأَجَلُ

إنِّي على العهدِ لم أنقُضْ مودَّتكم … فليْتَ شِعْري! أطال (١) العهد ما فَعَلُوا (٢)

فقال رجل من البغضاء الذين معي: ماتوا. فقال الشاب: إذًا أموتُ، فقال: إن شئتَ. فتمطَّى، واستند إلى سارية عنده، ومات، وما برحنا حتى دفنَّاه، .

ومات المبرّد وقد جاوز السبعين.

[ثم دخلت سنة ست وثمانين ومئتين]

فيها: وقع تسلم آمِد من ابن الشيخ في ربيع الآخر، ووصل كتاب هارون بن [خُمَارَوَيْه بن] (٣) أحمد بن طولون من مصر إلى المعتضد وهو مخيم بآمِد؛ أن يسلم إليه قِنَّسرين والعواصم، على أن يقرَّه على إمارة الدِّيار المصرية، فأجابه إلى ذلك، ثم ترحَّل عن آمِد قاصِدًا العراق، وأمر بهدْمِ سور آمِد فهُدِم (٤) البعض ولم يقدر على ذلك، فقال ابن المعتز يهنئه بفتح آمِد (٥):

اِسْلَمْ أميرَ المؤمنينَ ودُمْ … في غِبطةٍ وَلْيَهْنِكَ النَّصْرُ

فلربَّ حادثةٍ نهضْتَ لها … متقدِّمًا فتأخَّرَ الدَّهْرُ

ليثٌ فرائسُهُ الليوثُ فَمَا … يبيضُّ مِنْ دمِها له ظفْرُ

ولمَّا رجع الخليفة إلى بغداد جاءته هدية عمرو بن الليث من نيسابور، فكان وصولها بغداد يوم الخميس لثمان بقين من جمادى الاخرة، وكان مبلغها ما قيمته أربعة آلاف ألف درهم، خارجًا عن دوابّ وسروجٍ وغير ذلك (٦).

وفيها (٧): تحارب إسماعيل بن أحمد السَّامانيّ وعمرو بن الليث، وذلك أن عمرو بن الليث لما قتل رافع بن هَرْثَمة، وبعث برأسه إلى الخليفة، سأل منه أن يعطيه ما وراء النهر، [مضافًا إلى ما بيده من


(١) في ط: لطول العهد، وفي بهجة المجالس: لطول البين، وما هنا كما في المنتظم.
(٢) المنتطم (٦/ ١١)، العقد الفريد (٦/ ١٦٨)، بهجة المجالس (١/ ٢٤٩)، المستطرف (٢/ ٤٩)، نهاية الأرب (٢/ ١٩١).
(٣) زيادة من ب، ظا.
(٤) في المنتظم: فهدم بعضهم، ولم يقدر على هدم الباقي.
(٥) المنتظم (٦/ ١٥).
(٦) الطبري (١٠/ ٧١).
(٧) ذكر ذلك الطبري وابن الأثير في حوادث السنة التالية، بينما تابع المؤلف ابن الجوزي في المنتظم.

<<  <  ج: ص:  >  >>