للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذِكْر زيد بن عَمْرو بن نُفَيْل

هو زيد بن عمرو بن نُفَيل بن عبد العزّى بن رِياح بن عبد الله بن قُرط بن رزاح بن عَدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي (١).

وكان الخطّابُ والدُ عُمر بن الخطاب عمَّه وأخاه لأمه. وذلك لأن عمرو بن نفيل كان قد خلف على امرأة أبيه بعد أبيه، وكان لها من نُفيل أخوه الخطاب. قاله الزبير بن بكّار ومحمد بن إسحاق (٢).

وِكان زيد بن عمرو قد ترك عبادة الأوثان، وفارق دينهم. وكان لا يأكل إلا ما ذُبح على اسم الله وحدَه.

قال يونس بن بُكير، عن محمد بن إسحاق: حدّثني هشام بن عُروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مُسنِدًا ظهرَه إلى الكعبة يقول: يا معشرَ قريش، والذي نفسُ زيد بيده ما أصبح منكم أحد (٣) على دين إبراهيم غيري. ثمّ يقول: اللهمّ إني لو أعلم أحبّ الوجوه إليك عبدتُك به، ولكني لا أعلم، ثم يسجد على راحلته (٤).

وكذا رواه أبو أسامة عن هشام، به. وزاد: وكان يُصلي إلى الكعبة ويقول: إلهي إله إبراهيم، وديني دين إبراهيم. وكان يُحيى الموؤدة ويقول للرجل إذا أراد أن يقتلَ ابنتَه: لا تقتلها، ادفعها إليَّ أكفِكَها، فإذا ترعرعت قال: (٥) إن شئت فخذها وإن شئت فادفعها (٦).

أخرجه النَّسائي من طريق أبي أسامة. وعلّقه البخاري فقال: وقال الليث: كتب إليَّ هشامُ بن عروة، عن أبيه، به (٧).

وقال يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق: وقد كان نفر من قريش: زيد بن عمرو بن نفيل،


(١) في نسبه بعض اختلاف. وترجمته في السيرة (١/ ٢٢٣) وما بعدها، والاشتقاق (١٣٤)، ومروج الذهب (١/ ٧٠)، والأغاني (ثقافة) (٣/ ١١٧) وما بعدها، ومختصر تاريخ دمشق (٩/ ١٦٢ - ١٦٧)، والروض الأنف (١/ ٢٥٣)، والإصابة (١/ ٥٦٩)، وخزانة الأدب (٦/ ٤١٦).
(٢) السيرة (١/ ٢٢٩). ومختصر تاريخ دمشق (٩/ ١٦٢).
(٣) في ط، ب: أحد منكم. والخبر في السيرة (١/ ٢٢٥).
(٤) في الأصول: راحلته. وهو تحريف لا يستقيم به المعنى، والتصحيح من السيرة، والروض الأنف، والإصابة لابن حجر.
(٥) في ط: ترعرعت فإن.
(٦) في ب: فدعها. وكذلك في مختصر تاريخ دمشق.
(٧) صحيح البخاري رقم (٣٨٢٨)، في مناقب الأنصار، باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل.