فجعل سبحانه ذلك دلالة على إحياء الموتى، وإتيان الساعة لا ريب فيها، واللَّه سبحانه أعلم.
ذِكر زوال الدنيا وإقبال الآخرة
أوّل شيء يطرق أهلَ الدنيا بعد وقوع أشراط الساعة نَفْخَةُ الفَزَع، وذلك أن اللَّهَ ﷾ يأمر إسرافيلَ فينفُخ في الصور نفخةَ الفَزع، فُيطَوّلها، فلا يبقى أحد من أهل الأرض ولا السماوات إلَّا فزع، إلّا مَنْ شاء اللَّه، ولا يَسمعُها أحدٌ من أهل الأرض إلّا أصْغَى لِيتًا ورَفَع لِيتًا، أي رفع صَفْحَةَ عُنقِه، وأمالَ الأخرى، يستمع هذا الأمر العظيم الذي قد قال الناس، وأزعجهم عما كانوا فيه من أمرِ الدنيا، وشغلِهم بها، ووقوع هذا الأمر العظيم.