للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو حازم سلمَةُ بن دِينار.

وسُهيل بنُ أبي صالح.

وعُمَارة بن غَزِيَّة.

وعمرو بن قيس السَّكُونيّ.

[ثم دخلت سنة وإحدى وأربعين ومئة]

فيها خرجَتْ طائفةٌ يُقال لها الرَّاوَنْدِيَّة على المنصور.

ذكَرَ ابنُ جَرِير (١) عن المدائني أنَّ أصلَهُمْ من خُراسان، وهم على رأي (٢) أبي مسلم، كانوا يقولونَ بالتناسُخ، ويَزْعُمون أنَّ رُوح آدَمَ انتقلَتْ إلى عثمان بن نَهِيك، وأنَّ رَبَّهم الذي يُطعمهم ويسقيهم أبو جعفر المنصور، وأنَّ الهيثم بن معاوية جبريل. قبَّحهم اللَّه.

قال ابنُ جرير (٣): فأتَوْا يومًا قصرَ المنصور، قد جعلوا يطوفونَ به ويقولون: هذا قصرُ رَبِّنا، فأرسل المنصورُ إلى رؤسائهم، فحبس منهم مئتين، فغَضِبوا من ذلك وقالوا: علامَ تحبسُهم؟ ثم عمدوا إلى نَعْشٍ فحملوهُ على كواهِلِهم، وليس عليه أحد، واجتمعوا حَوْلَه، كأنَّهم يشيِّعون جنازةً، واجتازُوا ببابِ السِّجْن، فألقَوُا النعشَ ودخلوا السجنَ قَهْرًا، واستخرجوا مَنْ فيهِ من أصحابِهم، وقصدوا نحو المنصور، وهم في ست مئة، فتنادَى الناسُ وغُلِّقَتْ أبوابُ البلد، وخرج المنصور من القصر ماشيًا، لأنه لم يَجِدْ دابةً يركبها، ثم جيء بدابَّة فركبها، وقصد نحو الراوندِيَّة، وجاء الناسُ من كلِّ ناحية، وجاء معنُ بن زائدة، فلما رأى المنصورَ ترجَّلَ وأخَذَ بلِجَام دابَّةِ المنصورِ وقال: يا أميرَ المؤمنين، ارجِعْ نحنُ نَكْفيكَهم، فأبَى، وقامَ أهلُ الأسواقِ إليهم فقاتلوهم، وجاءتِ الجيوش، فالتفُّوا عليهم من كلِّ ناحية، فحصدوهم عن آخرِهم، ولم يبقَ منهم بقيَّة، وجرحوا عثمانَ بن نَهيك بشهمٍ بين كتفَيْه، فمرض أيامًا ثم مات، فصلَّى عليه الخليفة، وقام على قبرِه حتَّى دُفن، ودَعَا له، وولَّى أخاه عيسى بن نَهِيك على الحرس، وكان ذلك كُلُّه بالمدينة الهاشميةِ بالكوفة، ولَمَّا فرغ المنصورُ من قتال الرَّاوَنْدِيَّةِ ذلك اليوم صلَّى بالناسِ الظُّهر في آخرِ وقتِها، ثم أُتِيَ بالطعام فقال: أين مَعْنُ بن زائدة؟ وأمسك عن الطعام حتَّى جاء مَعْن، فأجلسَهُ إلى جَنْبِه، ثم أخَذَ في شُكْرِهِ لِمَنْ بِحَضرته، لمَا رأى من شهامتِهِ يومئذٍ، فقال مَعْن:


(١) هو الطبري في تاريخه (٤/ ٣٩٥).
(٢) في (ب، ح): "على دين أبي مسلم".
(٣) هو الطبري في تاريخه (٤/ ٣٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>