للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مولى بني سواد، وكان شاعرًا ماجنًا ظريفًا زنديقًا خَليعًا، مُتَّهمًا على الإسلام، وقد أدرك الدولتين الأمويَّةَ والعباسية، ولم يشتهر إِلَّا في أيام بني العباس، وكان بينه وبين بشَّار بن بُرْد مُهاجاةٌ كثيرة، وقد قُتل بشارٌ هذا على الزَّنْدَقةِ أيضًا كما سيأتي، ودُفن مع حماد هذا جانب قبرِه. وقيل: إنَّ حماد عجرد ماتَ سنةَ ثمانٍ وستين، وقيل: إحدى وستين ومئة. فالله أعلَم.

[ثم دخلت سنة ست وخمسين ومئة]

فيها ظَفِر الهيثمُ بن معاوية نائبُ المنصور على البصرة بعمرو بن شدَّاد، الذي كان عاملًا لإبراهيم بن عبد الله على فارس؛ فقيل: أمر فقُطِعَتْ يداهُ ورِجلاه وضُربت عُنقه ثم صُلب.

وفيها عزل المنصورُ الهيثمَ بن معاوية هذا الذي فعل هذه الفَعْلَةَ عن البصرة، وولَّى عليها قاضيها سَوَّار بنَ عبدِ الله، فجمع له بين القضاء والصلاة، وجعل على شُرْطتِها وأحداثِها سعيدَ بنَ دَعْلَج، ورجع الهيثمُ بن معاوية قاتلُ عمرِو بن شدَّاد إلى بغداد، فمات فيها فجأةً في هذه السنة، وهو على بطنِ جاريةٍ له، وصلَّى عليه المنصور، ودُفن في مقابر بني هاشم، ويُقال: أصابَهُ عمرو بن شدَّاد الذي قتله تلك القِتْلَة. فليتَّقِ العبدُ الظلم.

وحجَّ بالناسِ العباسُ بن محمد أخو المنصور؛ ونُوَّابُ البلاد همُ المذكورون في التي قبلَها؛ وعلى فارس والأهواز وكُوَرِ دِجْلَةَ عمارةُ بن حمزة؛ وعلى كَرْمانَ والسِّنْد هشام بن عمرو.

وفيها تُوفِّي:

حمزَةُ الزيَّات (١) في قول وهو أحدُ القرَّاء المشهورين، والعُبَّاد المذكورين، وإليه تُنسب المُدودُ الطويلة في الراءة اصطلاحًا من عندِه، وقد تكلَّم فيه بسببِها بعضُ الأئمة، وأنكروها عليه.

وسعيد بن أبي عَرُوبة وهو أولُ منْ جمَعَ السُّنَن في قول.

وعبدُ اللّه بن شَوْذَب.

وعبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم الإفريقي.

وعُمَرُ بن ذَرّ.


= الألباب في الألقاب (٢/ ٢٣)، لسان الميزان (٢/ ٣٤٩)، النجوم الزاهرة (٢/ ٢٨).
(١) ترجمته في طبقات ابن سعد (٦/ ٣٨٥)، مشاهير علماء الأمصار ص (١٦٨)، الفهرست ص (٤٤)، صفة الصفوة (٣/ ١٥٦)، المنتظم (٨/ ١٨٨)، وفيات الأعيان (٢/ ٢١٦)، سير أعلام النبلاء (٧/ ٩٠)، معرفة القراء الكبار (١/ ١١١)، العبر (١/ ٢٢٦)، طبقات المحدثين ص (٦٠)، مآثر الإنافة (١/ ١٨٠)، الجواهر المضية في طبقات الحنفية ص (٤٢٣)، النجوم الزاهرة (٢/ ٢٨)، شذرات الذهب (١/ ٢٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>