للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حماة الملك عماد الدين، والصاحب شمس الدين غبريال، في خدمة السُّلطان وكان في خدمته خلقٌ كثير من الأعيان.

وفيها كانت وقعة عظيمةٌ بين التَّتَار بسبب أنّ ملكهم بُوسعيد (١) كان قد ضاق ذرعًا بجُوْبَان وعجز عن مسكه، فانتدب له جماعةً من الأمراء عن أمره، منهم أبو يحيى خال أبيه، ودُقْمَاق وقرمشي (٢)، وغيرهم من أكابر الدولة، وأرادوا كبسَ جُوْبان، فهرب وجاء إلى السلطان فأنهى إليه ما كان منهم، وفي صحبته الوزير علي شاه، ولم يزل بالسُّلطان حتى رضي عن جُوْبان وأمدَّه بجيش كثيف، وركب السلطان معه أيضًا والتقوا مع أولئك فكسروهم وأسروهم، وتحكم فيهم جوبان فقتل منهم إلى آخر هذه السنة نحوًا من أربعين أميرًا (٣).

الشيخ المقرئ شهاب الدين (٤): أبو عبد الله الحسين (٥) بن سليمان بن فزارة (٦) بن بدر الكَفْري الحنفي، ولد تقريبًا في سنة سبع وثلاثين وستمئة. وسمع الحديث وقرأ بنفسه كتاب "الترمذي"، وقرأ القراءات، وتفرَّد بها مدَّةً يشتغل الناسُ عليه، وجمع عليه السَّبعَ أكثرُ من عشرين طالبًا، وكان يعرف النَّحو والأدبَ وفنونًا كثيرة وكانت مجالسته حسنة، وله فوائد كثيرة، درَّس بالطَّرْخَانيَّة (٧) أكثر من أربعين سنة، وناب في الحكم عن الأذرعي مدَّة ولايته، وكان خيّرًا مباركًا أضرَّ في آخر عمره، وانقطع في بيته، مواظبًا على التّلاوة والذّكر وإقراء القرآن إلى أن توفي ثالثَ عشَر جمادى الأولى، وصُلّي عليه بعد الظهر يومئذ بجامع دمشق، ودفن بقاسيون (٨) .

وفي هذا الشهر جاء الخبرُ بموت (٩):

الشيخ الإمام تاج الدّين (١٠): عبد الرحمن بن محمد بن أبي حامد التبريزي الشّافعي المعروف بالأَفْضَلي، بعد رجوعه من الحج ببغدادَ في العشر الأول من صفر، وكان صالحًا فقيهًا مباركًا، وكان


(١) في أ، ط: أبا سعيد، وقد صحح من قبل.
(٢) في أ، ط، ب: قرشي. وهو تحريف. وأثبتنا ما في الدرر الكامنة (٣/ ٢٤٨).
(٣) الدرر الكامنة (١/ ٥٤١).
(٤) ترجمته في معجم شيوخ الذهبي ١/ ٢١٥، والوافي ١٢/ ٣٧٧، الدرر الكامنة (٢/ ٥٦) والشذرات (٦/ ٥١).
(٥) في ط: الحسن.
(٦) في ط: خزارة و أ: قرارة.
(٧) تعرف بدار طرخان وهي قبلي المدرسة الباذرائية. الدارس (١/ ٥٤٢).
(٨) في ب: عند والده.
(٩) في ب: بوفاة.
(١٠) ترجمته في الدرر الكامنة (٢/ ٣٤١ - ٣٤٢) والشذرات (٦/ ٤٩) وفيه: وفاته في شهر رمضان.

<<  <  ج: ص:  >  >>