للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذا الشهر درَّس بالخاتونية البرَّانية القاضي بدر الدين بن الفُوَيْرة (١) الحنفي، وعمره خمسٌ وعشرون سنة، عوضًا عن القاضي شمس الدين محمد قاضي مَلَطْيَةَ الذي توفي (٢).

وفي يوم السبت خامس رمضان وصل إلى دمشق سيلٌ عظيم أتلف شيئًا كثيرًا، وارتفع حتى دخل من باب الفرج، ووصل إلى العُقَيْبة، وانزعج النَّاسُ له، وانتقلوا من أماكنهم، ولم تطل مدته لأنَّ أصلَه كان مطرًا وقع بأرض آبل السوق (٣) والحُسَيْنيّة (٤). وفي هذا اليوم باشر طرقشي شدَّ الدواوين بعد موت جمال الدين الرحبي، وباشر ولاية المدينة صَارم الدين الجُوكَنْدَار (٥)، وخُلع عليهما.

ولمّا كان يومُ الثُّلاثاء التاسع والعشرين من رمضانَ اجتمع القضاةُ وأعيان الفقهاء عند نائب السَّلطنة بدار السعادة وقُرئ عليهم كتابٌ من السلطان يتضمّن منعَ الشيخ تقي الدين بن تيمية من الفُتْيا بمسألة الطلاق، وانفصل المجلس على تأكيد المنع من ذلك.

وفي يوم الجمعة تاسع شوال خطب القاضي صدر الدين الدَّاراني (٦) عِوَضًا عن بدر الدين بن ناصر الدين بن عبد السلام (٧)، بجامع جَرَّاح، وكان فيه خطيبًا قبله فتولَّاه بدرُ الدين حسن العَقْرَباني واستمر ولدُه في خطابة داريا التي كانت بيد أبيه من بعده.

وفي يوم السبت عاشره خرج الرَّكب وأميرُهم عز الدين أَيْبَكُ المنصوري أمير علم.

وحجَّ فيها صدر الدين قاضي القضاة الحنفي، وبرهانُ الدين بن عبد الحق، وشرف الدين بن تيمية، ونجم الدين الدمشقي وهو قاضي الركب، ورضي الدين المنطيقي، وشمس الدين بن الزريز (٨) خطيب جامع القُبَيْبَات، وعبد الله بن رشيق المالكي وغيرهم.

وفيها حج سُلطان الإسلام الملك الناصر محمد بن قلاوون ومعه جمع كثير من الأمراء، ووكيله كريم الدين وفخر الدين كاتب المماليك (٩)، وكاتب السر ابن الأثير، وقاضي القضاة ابن جماعة، وصاحب


(١) في أ وط: نويره وأثبتنا ما في ب وهو كذلك في الدارس (١/ ٥٠٦) وقيده ابن ناصر الدين في ترجمة والده من
توضيح المشتبه ٧/ ١٣١. توفّي سنة (٧٣٥ هـ). الدرر الكامنة (٤/ ٢٨٣).
(٢) سقط من أ وط وهو في ب قوله: وكان قد أخذت له من قاضي القضاة صدر الدين علي البصروي.
(٣) في ط: وابل السوق وهو تحريف. وهو قرية ذكرها ياقوت أنها من قرى غوطة دمشق من ناحية الوادي.
(٤) قرية معروفة في سوق وادي بردى.
(٥) هو إبراهيم بن قراسنقر الجوكندار. توفي سنة (٧٢٣ هـ) كما سيأتي.
(٦) في ب: بجامع العقيبة. ويسمى جامع التوبة.
(٧) في ب: وكان قبله يخطب بجامع جراح. وجامع جراح بمحلة سوق الغنم. الدارس (٢/ ٤٢٠).
(٨) في أ: الوزير وقد سبق الكلام فيه.
(٩) ستأتي ترجمته في وفيات سنة ٦٣٢ من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>