للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما أورد طرفًا من ترجمة كعب بن زهيرٍ إلى أن قال: وقد كان كعب بن زهيرٍ شاعرًا مجوِّدًا كثير الشعر مقدَّمًا في طبقته هو وأخوه بُجيرٌ، وكعبٌ أشعرهما، وأبوهما زهيرٌ فوقهما، ومما يستجاد من شعر كعب بن زهيرٍ قوله: [من البسيط]

لو كنت أَعْجَبُ من شيءٍ لأعجبني … سَعْيُ الفتى وهو مخبوءٌ له القدر

يسعى الفتى لأمور ليس يُدركها … فالنفس واحدةٌ والهمُّ منتشر

والمرء ما عاش ممدودٌ له أملٌ … لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر

ثم أورد له ابن عبد البرِّ أشعارًا كثيرةً يطول ذكرها ولم يؤرِّخ وفاته، وكذا لم يؤرِّخها أبو الحسن بن الأثير في كتاب "الغابة في معرفة الصحابة" (١) ولكن حكى أن أباه توفِّى قبل المبعث بسنةٍ، فالله أعلم.

وقال السهيليُّ (٢): ومما أجاد فيه كعبُ بن زهيرٍ قوله يمدح رسول الله : [من البسيط]

تجري به النَّاقةُ الأدماء مُعتجرًا … بالبُرد كالبَدر جلَّى ليلة الظُّلم

ففي عطافيه أو أثناء بُردته … ما يعلم الله من دينٍ ومن كرم

* * *

فصل: فيما كان من الحوادث المشهورة في سنة ثمانٍ والوفيات

فكان في جمادى منها وقعة مؤتة، وفي رمضان غزوة فتح مكة، وبعدها في شوالٍ غزوة هوازن بحُنينٍ، وبعدها كان حصار الطائف، ثم كانت عمرة الجِعْرَانة في ذي القعدة، ثم عاد إلى المدينة في بقية السنة.

قال الواقديُّ (٣): رجع رسول الله إلى المدينة لليالٍ بقين من ذي الحجَّة في سفرته هذه.

قال الواقديُّ: وفي هذه السنة بعث رسول الله عمرو بن العاص إلى جيفرٍ وعمروٍ ابني الجُلَنْدى (٤)


(١) انظر "أسد الغابة" (٧/ ٣٠٤).
(٢) انظر "الروض الأنف" (٧/ ٣٠٤).
(٣) انظر "تاريخ الطبري" (٣/ ٩٥).
(٤) انظر "إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين" لابن طولون الدمشقي ص (٩٦ - ١٠٠) بتحقيقي، طبع مؤسسة الرسالة ببيروت.