للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه السنة تولَّى قضاء حلب عوضًا عن ابن الزَّمْلكاني القاضي فخر الدين البارزي.

وفي العشر الأول من ذي الحجة كَمُل ترخيمُ الجامع الأموي أعني حائطَهُ الشّمالي وجاء تَنْكِز حتى نظر إليه فأعجبه ذلك، وشكر ناظره تقي الدين بن مراجل (١).

وفي يوم الأضحى جاء سيل عظيم إلى مدينة بلبيس فهرب أهلها منها وتعطلت الصَّلاة والأضاحي فيها، ولم يُر مثلُه من مدة سنين متطاولة، وخرَّب شيئًا كثيرًا من حواضرها وبساتينها (٢). فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وممّن توفي فيها من الأعيان:

الأمير أبو يحيى: زكريا (٣) بن أحمد بن محمد بن عبد الواحد بن (٤) أبي حفص الهنتاني [اللِّحياني] (٥) المغربي، أمير بلاد المغرب.

ولد بتونس قبل سنة خمسين وستمئة، وقرأ الفقه والعربية، وكان ملوك تونس تعظّمه وتكرمه، لأنّه من بيت المُلْك والإمرة والوزارة، ثم بايعه أهلُ تونس على الملك في سنة إحدى عشرة وسبعمئة، وكان شجاعًا مقدامًا، وهو أوَّلُ من أبطل ذكر ابن التُّومرت (٦) من الخُطبة، مع أن جدَّه أبا حفص الهنتاتي كان من أخصّ أصحاب ابن التُّومرَت.

توفي في المحرم من هذه السنة بمدينة الإسكندرية (٧)، .

الشيخ الصالح الناسك [: ضياء الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر] (٨) رضي الدين أبي الفضل المسلم بن الحسن بن نصر الدمشقي، المعروف بابن الحموي، كان هو وأبوه وجده من الكتاب المشهورين المشكورين، وكان هو كثيرَ التّلاوة والصّلاة والصّيام والبر والصّدقة والإحسان إلى الفقراء والأغنياء.


(١) الدارس (٢/ ٣٩٤).
(٢) الذيل (ص ١٥١).
(٣) ترجمته في الذيل (ص ١٥٢) والدرر الكامنة (٢/ ١١٣) والنجوم الزاهرة (٩/ ٢٦٨). وفيه: اللّحياني نسبة إلى لحيان بن مدركة بن إلياس بن مضر. وشذرات الذهب (٦/ ٧٦).
(٤) ليست في ط.
(٥) في ط: الجياني. وأثبتنا ما في المصادر السابقة. وهو زيادة في ط.
(٦) هو: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت. المنعوت بالمهدي الهَرْغي. وكذلك المعصوم. ترجمته في الوفيات (٥/ ٤٥) والذيل (ص ١٥٢).
(٧) جاء إليها بعد أخذ تونس منه سنة (٧٢١ هـ).
(٨) ليست في ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>