للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الخطيب البغدادي (١): حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عبد اللّه المقرئ، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن يوسف، حَدَّثَنَا محمد بن جعفر المطيري، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد اللّه المؤدب بسرَّ منْ رأى، حَدَّثَنَا المُعَلَّى بن عبد الرحمن ببغداد، حَدَّثَنَا شريك، عن سليمان بن مِهران الأعمش (٢)، [قال: حَدَّثَنَا إبراهيم] (٣) عن علقمة والأسود قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفِّين فقلنا له: يا أبا أيوب! إن اللّه أكرمك بنزول محمد وبمجيء ناقته تفضلًا من اللّه وإكرامًا لك حين أناخت ببابك دون الناس، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إِلَّا الله؟ فقال: يا هذا إن الرائد لا يكذب أهله، وإن رسول الله أمرنا بقتال ثلاثة مع علي، بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. فأما الناكثون فقد قاتلناهم وهم أهل الجمل، طلحة والزبير، وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم - يعني معاوية وعَمْرًا - وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات (٤) وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات (٥)، والله ما أدري أين هم، ولكن لا بد من قتالهم إن شاء الله.

قال: وسمعت رسول اللّه يقول لعمار: "يا عمار تقتلك الفئة الباغية وأنت مذ ذاك مع الحق (٦) والحق معك، يا عمار بن ياسر إن رأيت عليًا قد سلك واديًا وسلك (الناس) غيره فاسلك مع علي فإنه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى، يا عمار من تقلَّدَ سيفًا أعان به عليًّا على عدوه قلَّدهُ الله يوم القيامة وشاحين (من در، ومن تقلَّد سيفًا أعان به عدو على عليه قلده الله يوم القيامة وشاحين) من نار. فقلنا: يا هذا! حسبك رحمكَ اللّهُ (حسبك رحمك الله) ".

هذا السياق الظاهر أنه موضوع وآفته من جهة المعلى بن عبد الرحمن فإنه متروك الحديث، والله أعلم (٧).

فصل (٨)

قال الهيثم بن عدي في كتابه الذي جمعه في الخوارج وهو من أحسن ما صنف في ذلك قال (٩): وذكر


(١) تاريخ بغداد (١٥/ ٢٤٤ - ٢٤٥) (ط. د. بشار) في ترجمة المعلَّى بن عبد الرحمن الواسطي.
(٢) في ط: مهران عن الأعمش. خطأ.
(٣) زيادة من تاريخ بغداد.
(٤) في ط: "الطرقات"، وما هنا من أ وهو الذي في تاريخ الخطيب.
(٥) في ط: "النهروان"، وما هنا من أ وهو الذي في تاريخ الخطيب الذي ينقل منه المؤلف.
(٦) في أ: منذ إذ ذاك مع الخوف والحق معك.
(٧) بل هو كذاب يسرق الحديث، وقد أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ١١) وانظر تعليق الدكتور بشار عليه.
(٨) ذهب التصوير بهذه اللفظة في أ ومكانها بياض.
(٩) لكنه كذاب متروك!