للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صيرفيًا في بعض الأحيان، إلا أنه من سلالة الملك قسطنطين، باني المدينة التي لهم.

وفيها: كثرت الزلازل بمصر والشام فهدّمت شيئًا كثيرًا، ومات تحت الردم خلق كثير، وانهدم من الرَّملة ثلثها، وتقطع جامعها تقطعًا، وخرج أهلها منها [هاربين]، فأقاموا ظاهرها ثمانية أيام، ثم سكن الحال، فعادوا إليها، وسقط حائط بيت المقدس، ووقع من محراب داود قطعة كبيرة، ومن مسجد إبراهيم قطعة، وسلمت الحجرة، وسقطت منارة عسقلان، ورأس منارة غزّة، وسقط نصف بنيان نابلس، وخسف بقرية بإزائها بأهلها، وبقرها، وغنمها، وساخت في الأرض، وكذلك قرى كثيرة هنالك، ذكره ابن الجوزي (١).

وكان غلاء شديد ببلاد إفريقية.

وعصفت ريح سوداء بنصيبين فأتلفت شيئًا كثيرًا من الأشجار، حتى من التوت والجوز والعنَّاب، واقتلعت قصرًا مشيدًا بحجارة وآجر وكلس [فألقته وأهله فهلكوا]، ثم سقط مطر معه بَرَد، أمثال الأكفّ والزنود والأصابع، وجَزَرَ البحر من تلك الناحية ثلاثة فراسخ، فذهب الناس خلف السمك فرجع الماء عليهم، فهلك منهم خلق كثير.

وفيها: كثر الموت بالخوانيق، حتى كان يُغلق الباب على من في الدار كلّهم قد مات. وكان أكثر ذلك ببغداد، فمات من أهلها في شهر ذي الحجة تسعون ألفًا.

وفيها: وقعت الفتنة بين السّنة والروافض، حتى بين العيّارين من الفريقين، ومنع ابنا الأصبهاني وهما مقدما عيّاري أهل السنة، منعا أهل الكرخ من ورود ماء دجلة، فضاق عليهم النطاق، وقُتِل ابن البُرجُمي وأخوه في هذه السنة.

ولم يحجّ أحد من أهل العراق في هذه السنة، واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

أحمد بن محمد بن أحمد (٢) بن غالب (٣) الحافظ، أبو بكر، المعروف بالبَرْقاني.


(١) المنتظم (٨/ ٧٧).
(٢) سقطت من بعض النسخ، وهي ثابتة في (ط) ومصادر ترجمته.
(٣) تاريخ بغداد (٤/ ٣٧٣)، المنتظم (٨/ ٧٩)، تاريخ دمشق (٧/ ١٦٨)، مختصر تاريخ دمشق (٣/ ٢٢٥)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٤٦٤)، الوافي بالوفيات (٧/ ٣٣١)، طبقات السبكي (٤/ ٤٧)، النجوم الزاهرة (٤/ ٢٨٠)، شذرات الذهب (٣/ ٢٢٨).
قال السمعاني في الأنساب (٢/ ١٥٦) البرقاني: نسبة إلى قرية من قرى كاث بنواحي خوارزم، خرب أكثرها، وصارت مزرعة، وهي بفتح الباء. وقال ياقوت: وبعضهم يقول بكسرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>