للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمئة، وسمع الكثير، وجمع كتبًا كثيرة جدًا، وكان عالمًا بالقرآن والفقه والحديث، والنحو، وله مصنفات في الحديث حسنة نافعة.

قال الأزهري: إذا مات البَرقاني ذهب هذا الشأن، وما رأيت أنفس منه (١).

وقال غيره: ما رأيت أعبد منه في أهل الحديث.

توفي يوم الخميس مستهلّ رجب، وصلّى عليه أبو علي بن أبي موسى الهاشمي، ودفن في مقبرة الجامع ببغداد، وقد أورد له الحافظ ابن عساكر من شعره قوله:

أعَلَّلُ نَفْسِي بِكَتْبِ الحَدِيثِ … وَأحملُ فيهِ لها الموْعِدا

وَأشْغلُ نَفْسي بتَصْنِيفِهِ … وَتَخْرِيجهِ دَائمًا سَرْمَدَا

فَطَوْرًا أُصَنِّفُه في الشُّيوخِ … وَطَوْرًا أُصَنِّفُه مُسْنَدا

وَأقْفُو البُخاري فيما نَحَاه … وَصَنَفَهُ جَاهِدًا مُجهدَا

وَمُسْلِم إذْ كَانَ زينَ الأنَامِ … بِتَصْنِيْفِهِ مُسْلِمًا مُرشِدا

وَمَا لي فِيْهِ سِوَى أنَّني … أرَاهُ هَوًى صَادفَ المَقصِدَا

وَأرْجُو الثوابَ بكَتْبِ الصَّلاةِ … عَلَى السيِّد المُصْطَفَى أحْمَدا

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن سعيد أبو العباس الأبْيِوَرْدي (٢).

أحد أئمة الشافعيّة من تلاميذ الشيخ أبي حامد الإسفراييني، وكانت له حلقة في جامع المنصور للفتيا، ويدرس في قطيعة الربيع، وولي الحكم ببغداد نيابة عن ابن الأكفاني، وقد سمع الحديث، وكان حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، فصيح اللسان، صبورًا على الفقر، كاتمًا له، وكان يقول الشعر الجيد، كان كما قال اللَّه ﷿: ﴿يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾ [البقرة: ٢٧٣].

توفي رحمه اللَّه تعالى في جمادى الآخرة، ودفن بمقبرة باب حرب.

الحسن بن عبيد اللَّه بن يحيى (٣) الشيخ أبو علي البَنْدَنِيجي.

أحد أئمة الشافعيّة، وتلاميذ أبي حامد الإسفراييني، ولم يكن في أصحابه مثله [تفقه و] درّس وأفتى وحكم ببغداد، وكان ديّنًا ورعًا. توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة أيضًا، رحمه اللَّه تعالى.


(١) في (ط) وتاريخ بغداد: أتقن منه.
(٢) المنتظم (٨/ ٨٠)، الأنساب (١/ ١٢٨)، وذكر أن نسبته إلى أبيورد من بلاد خراسان.
(٣) تاريخ بغداد (٧/ ٣٤٣)، المنتظم (٨/ ٨١)، الكامل في التاريخ (٩/ ٤٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>