للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا قاضي؟ قال: نعم]. وله ديوان شعر قليل النظير، عزيز الوجود، حرص عليه القاضي الفاضل فلم يقدر عليه، وكانت وفاته في هذه السنة، ومن شعره في وادي بُزَاعَة (١):

وقَانا لَفْحَةَ الرَّمْضَاءَ وَادٍ … وَقَاهُ مُضَاعَفُ النَّبْتِ العَمِيمِ

نَزَلْنَا دَوْحَهُ فَحَنَا عَلَيْنَا … حُنُوَّ المُرْضِعَاتِ عَلَى الفَطِيْمِ

وَأرْشَفَنا عَلَى ظَمَأٍ زُلالًا … ألَذَّ مِنَ المُدَامَةِ للنَّدِيْمِ

يُراعي الشَّمْسَ أنَّى قابَلَتْه … فَيَحْجِبُها وَيَأذَنُ للنَّسِيْمِ

تَرُوْعُ حَصَاهُ حاليَةَ العَذَارَى … فَتَلْمَسُ جَانِبَ العِقْدِ النَّظِيْمِ

قال ابن خلِّكان (٢) رحمه اللَّه تعالى: وهذه الأبيات بديعة في معناها وبابها.

[ثم دخلت سنة ثمان وثلاثين وأربعمئة]

استهلت [هذه السنة] والمُوتان في الدواب كثير جدًا، حتى جافت بغداد. قال ابن الجوزي (٣): وربّما أحضر بعض الناس الأطباء إلى دوابهم، فيسقونها ماء الشعير ويطيبونها.

وفيها: حاصر السلطان طُغْرُلْبَك أصبهان، فصالحه أهلها على مال يحملونه إليه، وأن يُخطَب له في بلدهم، فأجابوه إلى ذلك.

وفيها: ملك مهلهل قَرمِيسين والدِّيْنَوَر.

وفيها: تأمَّر على بني خفاجة [رجل يقال له]: رجب بن أبي منيع بن ثِمال بعد وفاة بدران بن سلطان بن ثمال، وهؤلاء الأعراب أكثر من يصدّ الحجيج عن البيت الحرام، فلا جزاهم اللَّه خيرًا، وقبّحهم يوم يقوم الأشهاد، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم، ولهم القعنة ولهم سوء الدار.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

الشيخ أبو محمد (٤) عبد اللَّه بن يوسف بن عبد أنَّطء بن يوسف بن محمد بن حَيَّويه، الشيخ أبو محمد الجُوَيْنيُّ، إمام الشافعيّة في زمانه.


(١) "وادي بُزَاعة": كثمامة بين منبج وحلب.
(٢) وفيات الأعيان (١/ ١٤٣).
(٣) المنتظم (٨/ ١٢٩).
(٤) المنتظم (٨/ ١٣٠)، الكامل في التاريخ (٩/ ٥٣٥)، وفيات الأعيان (٣/ ٤٧)، سير أعلام النبلاء (١٧/ ٦١٧)، السبكي (٥/ ٧٣)، النجوم الزاهرة (٥/ ٤٢)، طبقات المفسرين للداوودي (١/ ٢٥٣)، شذرات الذهب (٣/ ٢٦١).
قال ابن خلّكان: والجويني، بضم الجيم وفتح الواو وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون، هذه النسبة إلى =

<<  <  ج: ص:  >  >>