للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة سبع وأربعين وأربعمئة] (١)

فيها: ملك طُغْرُلْبَك السّلجوقي بغداد، وهو أول ملوك السلجوقية لبلاد العراق، وآخر مُلْكِ بني بويه.

وفيها: تأكَّدت الوحشة بين البساسيري وبين الخليفة، واشتكت الأتراك منه، وأطلق رئيس الرؤساء عبارته فيه، وذكر قبيح أفعاله، وأنَّه كاتب المصريين بالطّاعة، وخلع ما كان عليه من بيعة العباسيين، وقال الخليفة: ليس إلّا إهلاكه.

ملكُ طُغْرُلْبَك السّلجوقي في بغداد ودخوله إليها في رمضان (٢)

قال الخطيب (٣): كان أرسلان التركي المعروف بالبساسيري، قد عظم أمره، واستفحل، لعدم أقرانه من متقدمي الأتراك، واستولى على البلاد، وطار اسمه، وتهيّبته أمراء العرب والعجم، ودُعي له على كثير من المنابر العراقيّة والأهواز ونواحيها، وجبى الأموال، ولم يكن الخليفة القائم بأمر اللَّه يقطع أمرًا دونَه، ثمّ صحّ عند الخليفة سوء عقيدته، وشهد عنده جماعة من الأتراك، عرّفهم وهو بواسط عزمه على نهب دار الخلافة والقبض على الخليفة، فكاتب الخليفة أبا طالب محمد بن ميكائيل بن سُلْجوق بن نعاق الملقب طُغْرُلْبَك، يستنهضه على المسير إلى العراق، فانفضّ أكثر من كان مع البساسيري، وعادوا إلى بغداد، ثمّ أجمع رأيهم على قصد دار البساسيري وهي في الجانب الغربي (٤) فأحرقوها، وهدموا أبنيتها. ووصل طُغْرُلْبَك إلى بغداد في رمضان سنة سبع وأربعين، وقد تلقَّاه إلى أثناء الطريق الأمراء والوزراء والحجّاب، فدخل بغداد في أُبَّهةٍ عظيمة جدًّا، وخُطِبَ له بها، ثمّ بعده للملك الرحيم، ثم قُطِعَت خطبة الملك الرحيم في أواخر شهر رمضان، ورفع إلى قلعة السِّيروان معتقلًا، فكان آخر ملوك بني بُويه، وكانت مدة [ولايتهم قريب المئة وعشر سنين، وكان مدة] ولايته لبغداد ستّ سنين وعشرة أيّام.

وطُغْرُلْبَك أوّل ملوك السَّلجوقيّة، ونزل طُغْرُلْبَك دار المملكة بعد الفراغ من عمارتها، ونزل أصحابه على دور الأتراك، وكان معه ثمانية أفيلة، ووقعت فتنة بين الأتراك والعامة، ونُهب الجانب الشرقي بكماله، وجرت خطوب، وخبطة عظيمة.


(١) زيادة من (ب) و (ط)، وفي (أ) تقديم وتأخير مخلّ بتسلسل الأحداث دون نقص فيها.
(٢) العنوان ساقط من (ب) و (ط).
(٣) تاريخه ١١/ ٤٨ فما بعدها (ط. د. بشار).
(٤) في (أ): الشرقي، وما أثبت موافق لما في تاريخ الخطيب الذي ينقل منه المصنف وهي كذلك في المنتظم والكامل.

<<  <  ج: ص:  >  >>