للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها محيي الدين الطرابلسي قاضي حصن عكار وتلقب (١) بأبي رباح، وحضر عنده القاضي الشافعي.

وفي ذي القعدة سافر القاضي جمال الدين الزُّرَعي من الأتابكية إلى مصر، ونزل عن تدريسها لمحيي الدين بن جهبل.

وفي ثاني عشر ذي الحجة درَّس بالنَّجيبية أبن قاضي الزبداني عوضًا عن الدمشقي (٢) نائب الحكم، مات بالمدرسة المذكورة.

وممَّن توفي فيها من الأعيان:

ابن المُطَهَّر الشيعي جمال الدين (٣): أبو منصور حُسَيْن (٤) بن يوسف بن مطهر الحِلِّي (٥) العراقي الشِّيعي، شيخ الروافض بتلك النواحي، وله التصانيف الكثيرة، يقال: تزيد على مئة وعشرين مجلدًا، وعدّتها خمسةٌ وخمسون مصنفًا، في الفقه والأصول والنّحوُ (٦) والفلسفة والرَّفض (٧) وغير ذلك من كبار وصغار، وأشهرها بين الطلبة "شرح ابن الحاجب" في أصول الفقه، وليس بذاك الفائق، ورأيت له مجلدين في أصول الفقه على طريقة المحصول والأحكام، فلا بأس بها فإنها مشتملة على نقل كثير وتوجيه جيد، وله كتاب "منهاج الاستقامة في إثبات الامامة"، خبَّط فيه في المعقول والمنقول، ولم يدر كيف يتوجه، إذ خرج عن الاستقامة. وقد انتدب في الردّ عليه الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس بن تيمية في مجلَّدات أتى فيها بما يبهر العقول من الأشياء المليحة الحسنة، وهو كتاب حافل (٨).

ولد ابن المطهَّر [الذي لم تطهُر خلائقه ولم يتطهَّر من دنس الرفض] (٩) ليلة الجمعة سابع عشري رمضان سنة ثمان وأربعين وستمئة، وتوفّي ليلة الجمعة عشرين محرم من هذه السنة، وكان اشتغاله ببغداد وغيرها من البلاد، واشتغل على نصير الطُّوسي، وعلى غيره، ولما تَرفَّض الملكُ خَرْبَنْدا حظي عنده ابن المطهّر وسادَ جدًّا وأقطعه بلادًا كثيرة.

الشمس الكاتب (١٠): محمد بن أسد الحرّاني المعروف بالنَّجَّار، [كان يجلس ليكتب الناس


(١) في ط: هكار وتقلّب.
(٢) هو: نجم الدين.
(٣) ترجمته في الذيل (ص ١٤٧) الدرر الكامنة (٢/ ٧١) والنجوم الزاهرة (٢/ ٢٦٧) والدليل الشافي (١/ ٢٧٧).
(٤) في أ وط والدرر الكامنة: حسن. وأثبتنا ما في ب والنجوم والدليل.
(٥) في ط: الحلبي.
(٦) في أ وط: في اللغة والنحو والأصول والفلسفة. وأثبتنا ما في ب.
(٧) "الرفض": ليست في ب.
(٨) هو المعروف بمنهاج السنة مطبوع منتشر مشهور.
(٩) ليست في ب.
(١٠) ترجمته في الدرر الكامنة (٢/ ٣٨٢) والدارس (١/ ٤٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>