للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكي عنه قال: كنتُ مرة بقَلْيوب وبين يدي صُبْرَة (١) قمح، فجاء زنبورٌ فأخذ واحدة ثم ذهب بها، ثم جاء فأخذ أخرى (ثم ذهب بها)، ثم جاء فأخذ أخرى أربع مراتٍ، قال (٢) فاتبعته فإذا هو يضع الحبة في فم عصفور أعمى بين تلك الأشجار التي هناك.

قال: وحكى لي الشيخ (٣) عبد الكافي أنه شهد مرة جنازة فإذا عبد (٤) أسود معنا، فلما صلى الناس عليها لم يصل (٥)، فلما حضرنا الدفن نظر إليَّ وقال: أنا عمله، ثم ألقى نفسه في قبر (٦) ذلك الميت، قال فنظرتُ فلم أر شيئًا (٧).

الحافظ أبو اليمن (٨) أمين الدين عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الحسن بن محمد (بن الحسن) ابن عساكر الدمشقي.

ترك الرئاسة والأملاك، وجاور بمكة ثلاثين سنة، مقبلًا على العبادة والزهادة، وقد حصل له قبول من الناس شاميِّهم ومصريِّهم وغيرهم، توفي بالمدينة النبوية (٩) في ثاني رجب منها (١٠).

[ثم دخلت سنة سبع وثمانين وستمئة]

فيها: قدم الشّجاعي من مصر إلى الشام بنيَّة المصادرة لأرباب الأموال (من أهل الشام).

وفي أواخر ربيع الآخر قدم الشيخ ناصر الدين [بن الشيخ شمس الدين] (١١) عبد الرحمن المَقْدِسي


(١) الصُّبْرَة بالضم: ما جمع من الطعام بلا كيل ووزن. القاموس (صبر).
(٢) ب: فذهبت فاتبعته.
(٣) ب: الشيخ الصالح.
(٤) ب: فإذا بعبد.
(٥) ب: الناس لم يصلّ معنا فلما.
(٦) ب: في القبر قال.
(٧) قال الذهبي: "وكان العز الحراني شيخًا مطبوعًا حسن المحاضرة، إلا أنه كان كثير الخسف" (تاريخ الإسلام ١٥/ ٥٧٤ - ٥٧٥) ولا شك أنه يشير إلى مثل هذه الحكايات المروية عنه (بشار).
(٨) ترجمة - أبي اليمن ابن عساكر - في تاريخ الإسلام (١٥/ ٥٧٢) ونص مستدرك على العبر (٤) والإعلام بوفيات الأعلام (٢٨٦) والإشارة (٣٧٦) وفوات الوفيات (٢/ ٣٢٨) ومرآة الجنان (٤/ ٢٢) والدليل الشافي (١/ ٤١٣) وشذرات الذهب (٧/ ٦٩٢).
(٩) ب: قول عام من الشاميين والمصريين وغيرهم. ثم كانت وفاته بالمدينة النبوية.
(١٠) ذكر الذهبي أنه توفي في وسط جمادى الأولى، وقيل في مستهله (بشار).
(١١) عن ب وحدها، ترجمة ناصر الدين محمد بن عبد الرحمن بن نوح المقدسي في الدارس (١/ ٢٦٩) وشذرات الذهب (٧/ ٧١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>