للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البيهقي (١) روينا عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، قال: يدخل المُحْرِم من حيث شاء. قال: ودخل النبيُّ من باب بني شيبة، وخرج من باب بني مخزوم إلى الصفا. ثم قال البيهقي: وهذا مرسلٌ جيدٌ. وقد استدل البيهقي على استحباب دخول المسجد من باب بني شيبة بما رواه (٢) من طريق أبي داود الطيالسي، حدّثنا حماد بن سَلَمَة، وقيس وسَلَّام (٣)، كلّهم عن سماك بن حرب، عن خالد بن عَرْعَرَة، عن عليّ ، قال: لما أن هُدِم (٤) البيت بعد جُرْهم بَنَتْهُ قريشٌ، فلمّا أرادوا وضعَ الحجر تشاجروا منْ يضعُه، فاتّفقوا أن يضعَهُ أولُ منْ يدخل من هذا الباب، فدخل رسول الله من باب بني شيبة، فأمر رسول الله بثوبٍ، فوضع الحجر في وسطه، وأمر كلَّ فَخِذٍ أن يأخذوا بطائفةٍ من الثوب، فرفعوه، وأخذه رسول الله فوضعه.

وقد ذكرنا هذا مبسوطًا في باب بناء الكعبة قبل البعثة، وفي الاستدلال على استحباب الدخول من باب بني شيبة بهذا نظر. والله أعلم.

صِفَةُ طَوافِهِ صَلَواتُ اللهِ وسَلامُه عليه

قال البخاري (٥): حدّثنا أصْبَغُ بن الفَرَج، عن ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث (٦)، عن محمد بن عبد الرحمن، قال: ذكرتُ لعروة، قال: أخبرَتْني عائشة: أنَّ أولَ شيءٍ بدأ به حينَ قدم النبيُّ أنه توضّأ ثم طاف ثم لم تكن عمرة، ثم حجَّ أبو بكر وعمرُ مثلَه. ثم حججتُ مع أبي الزبير، فأول شيء بدأ به الطواف، ثم رأيتُ المهاجرين والأنصار يفعلونه. وقد أخبرتني أمي أنها أهلَّت هي وأختُها والزبيرُ وفلانٌ وفلانٌ بعمرة، فلما مسحوا الركن حلوا. هذا لفظه. وقد رواه في موضعٍ آخر، عن أحمد بن عيسى (٧) ومسلم (٨) عن هارون بن سعيد، ثلاثتهم عن ابن وهب به.

وقولها "ثم لم تكن عمرة" يدلّ على أنه لم يَتَحَلَّل بين النُّسْكين، ثم كان أولَ


(١) رواه البيهقي في السنن (٥/ ٧٢) (٨٩٩١).
(٢) رواه البيهقي في السنن (٥/ ٧٢) (٩٩٩٠).
(٣) ط، أ: (وقيس بن سلام) وما أثبته عن سنن البيهقي. وهما راويان:
- الأول قيس بن الربيع الأسدي أبو محمد الكوفي، انظر سير أعلام النبلاء (٨/ ٤١).
- والثاني سلام بن سَليم أبو الأحوص الحنفي انظر سير أعلام النبلاء (٨/ ٢٨١).
(٤) ط: (انهدم).
(٥) رواه البخاري (١٦١٤).
(٦) في الأصول: عمرو بن محمد، وهو خطأ.
(٧) رواه البخاري (١٦٤١).
(٨) رواه مسلم في الصحيح (١٢٣٥).