للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنبر] (١)، ثم جهز السلطان مع الرسل تحفًا كثيرة، وهدايا سنية، وأرسل بأسارى من الفرنج على هيئتهم في حال حربهم، وأرسل بصليب الصلبوت فدفن تحت عتبة باب النوبي (٢) من دار الخليفة، فكان بالأقدام يداس، بعد ما كان يعظَّم (٣) ويباس، [وصار يُبْصق عليه، بعد ما كان يسجد إِليه] (٤)، والصحيح أن هذا الصليب إِنما هو الذي كان منصوبًا على قبة الصخرة، وكان من نحاس مطليًا بالذهب، فحطّه (٥) اللّه إِلى أسفل الرتب.

[قصة عكا وما كان من أمرها]

في (٦) شهر رجب اجتمع مَنْ كان بصور من الفرنج، وساروا إِلى مدينة عكا فأحاطوا بها يحاصرونها، فتحصَّن مَنْ فيها من المسلمين، فأعدّوا للحصار ما يحتاجون إِليه، وبلغ السلطان خبرهم فسار إِليهم من دمشق مسرعًا، فوجدهم قد أحاطوا بها كإِحاطة (٧) الخاتم بالخنصر، فلم يزل يدافعهم عنها ويمانعهم منها، حتى جعل طريقًا إِلى باب القلعة يصل إِليه كل مَنْ أراده، من جندي وسوقي، وامرأة وصبي، ثم أولج فيها ما أراد من الآلات والأمتعة (٨) والمقاتلة ودخل هو (٩) بنفسه الكريمة (١٠) فعلا على سورها، ونظر إِلى الفرنج وجيشهم وكثرة عَددهم وعُددهم والميرة تفد إِليهم من (١١) البحر في كل وقت [أصيل وفجر] (١٢) وكل ما لهم في ازدياد، وفي كل حين تصل إِليهم الأمداد، ثم عاد السلطان إِلى مخيمه والجنود (١٣) تفد إِليه وتقدم عليه من كل جهة ومكان، من رجالة وفرسان واللّه أعلم بالصواب.

[وقعة مرج عكا]

فلما كان العشر الأخير من شعبان برزت (١٤) الفرنج من مراكبها إِلى مواكبها في نحو من ألفي فارس


(١) أ: بالدعاء له.
(٢) ط: باب النوى.
(٣) أ، ب: يقبل.
(٤) عن ط وحدها.
(٥) أ، ب: قد انحط.
(٦) ط: لما كان.
(٧) ط: إِحاطة.
(٨) أ، ب: ثم أولج فيها ما أراد من آلات وأمتعة مقاتلة. واللفظة الأخيرة في أ وحدها.
(٩) ليس في ب.
(١٠) ليس في ط.
(١١) ط: في.
(١٢) عن ب وحدها.
(١٣) ب: والجنود تصل إِليه وتفد عليه.
(١٤) أ، ب: ثم برزت .. ألف راجل في العشر الأخير من شعبان.

<<  <  ج: ص:  >  >>