للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شديدة وهدَّة عظيمة، تهدَّمت بسبب ذلك دور كثيرة، ومات من الناس نحو من عشرين ألفًا.

وفي هذه السنة وقع في الناس وباءٌ شديد ببغداد وسامُرَّا وواسط وغيرها من البلاد، وحصل للناس ببغداد داءٌ يقال له: القُفّاع (١)؛ فإنا للّه وإنا إليه راجعون.

وفي يوم الخميس لسبعٍ خلون من رمضان أخِذ رجلٌ (٢) من باب العامّة بسامرَّا، ذُكر عنه أنه يسبُّ السلف، فضُرب ألف سوط وخمسين سوطًا حتى مات.

وفي يوم الجمعة ثامنه توفي الأمير يارجُوخ فصلَّى عليه أخو الخليفة أبو عيسى، وحضره جعفر بن المعتمد على الله.

وفيها: كانت وقْعَةٌ هائلة بين موسى بن بُغَا وبين أصحاب الحسن بن زيد ببلاد خراسان، فهزمهم موسى بن بُغَا هزيمة فظيعة.

وفيها: كانت وَقْعَة بين مسرور البلخيّ وبين مُساور الخارجيّ، فكسره مسرور، فأسر من أصحابه جماعة كثيرة.

وحجَّ بالناس الفضل بن إسحاق المتقدم ذكره.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

أحمد بن بُدَيْل (٣).

وأحمد بن حَفْص (٤).

وأحمد بن سنَان القَطَّان (٥).


(١) "القُفّاع": داء تتقبَّض منه الأصابع.
(٢) في الطبري: يعرف بأبي فَقْعَس.
(٣) أبو جعفر اليَامِي الكوفي، قاضي الكوفة، ثم قاضي همذان. وكان صالحًا لما تقلد القضاء، عادلًا في أحكامه، وكان يسمى راهب الكوفة لعبادته. ذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن عدي: روى أحاديث أنكرت عليه، وهو ممن يُكتب حديثه على ضعفه.
سير أعلام النبلاء (١٢/ ٣٣١)، العبر (٢/ ٢٢)، تهذيب التهذيب (١/ ١٧).
(٤) أحمد بن حَفْص بن عبد الله بن راشد، أبو علي النيسابوري، قاضي نيسابور. روى عن أبيه وجماعة. إمام ثقة.
سير أعلام النبلاء (١٢/ ٣٨٣)، العبر (٢/ ٢٢).
(٥) أحمد بن سِنان بن أسد بن حبَّان، أبو جعفر الواسطيّ القطَّان، الحافظ المجوّد. سمع أبا معاوية وطبقته، وصنف المسند، كتب عنه ابن أبي حاتم، وقال: هو إمام أهل زمانه. سير أعلام النبلاء (١٢/ ٢٤٤)، العبر (٢/ ٢٢)، تهذيب الكمال (١/ ٣٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>