للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يزيدون، وفيهم رجلٌ من أهل النار، فتَنَفَّس فأصابَهُم نَفسُه لأحْرَق المسجدَ ومن فيه". وهذا حديث غريب جدّاً (١).

ذكر بُعد قعر جهنم، واتساعها وضخامة أهلها أجارنا الله منها

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (١٤٥)[النساء: ١٤٥] وقال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠) نَارٌ حَامِيَةٌ﴾ [القارعة: ٨ - ١١] وقال تعالى: ﴿لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾ [الأعراف: ٤١]، وقال تعالى: ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (١٣) هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾ [الطور: ١٣ - ١٤] وقال تعالى: ﴿أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (٢٥) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (٢٦) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (٢٧) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (٢٨) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٢٩) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ [ق: ٢٤ - ٣٠].

وقد ثبت في "الصحيحين" من غير وجهٍ عن رسول الله : أنه قال: "لا تزالُ جَهنَّمُ يُلْقى فيها ﴿وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ حتى يَضع عليها رَبُّ العزّةِ، قدَمه، فيَنْزوي بَعْضُها إلى بَعْض، وتقول: قطْ قَطْ (٢) وعزتك" (٣).

وقال مسلم: حدّثنا محمد بن [أبي] عمر المَكِّي، حدّثنا عبد العزيز الدّرَاوَرْديّ، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طَلْحةَ، عن أبي هريرة: أن رسول الله قال: " إن العَبْد لَيتكلَّم بالكلمة ما يتبيّن [ما] فيها، يَهْوي بها في النار أبعَدَ ما بين المَشْرق والمَغرب". ورواه البخاريّ عن إبراهيم بن حمزة، عن عبد العزيز، بنحوه، ولفظُه: " يَزِلُّ بها في النار، أبْعَدَ ما بين المَشْرِق " و [لم يذكر] المغرب (٤).

وقال عبد الله بن المبارك: حدّثنا الزُّبَيْر بن سعيد، عن صَفْوان بن سُلَيم، عن عطاء بن يَسار، عن أبي هريرة، عن النبي قال: " إنَّ الرجل ليَتَكلَّم بالكلمة يُضْحكُ بها جُلسَاءَه يَهْوي بها أبْعَد من الثُّرَيا". غريب، والزُّبَيْرُ فيه لينْ (٥).


(١) رواه أبو يعلى رقم (٦٦٧٠).
(٢) أي حسبي.
(٣) رواه البخاري (٤٨٤٩) ومسلم (٢٨٤٦) من حديث أبي هريرة، والبخاري (٤٨٤٨) ومسلم (٢٨٤٨) من حديث أنس.
(٤) رواه مسلم رقم (٢٩٨٨) والبخاري (٦٤٧٧).
(٥) أخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" رقم (٩٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>