للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رواية كعب بن عجرة]

قال البَيْهقيّ: حدّثنا مُحمّد بنُ مُوسى بنِ الفَضْل، حدّثنا محمّدُ بن عَبْدِ اللهِ الصَّفار، حدّثنا جَعْفرُ بنُ أبي عَمَّار الطيالسي، حدّثنا محمّد بنُ بَكَّار، حدّثنا عَنْبَسَةُ بنُ عَبْدِ الواحدِ، عن واصلٍ مَوْلَى أبي عُيَيْنةَ، عن [أُمَيٍّ] أبي عَبْد الرَّحْمَن (١)، عن الشعبي، عن كعب بن عُجْرَة، قال: قلت: يا رسولَ اللهِ، الشّفَاعةَ، الشّفاعَةَ، قال: "شَفَاعتي لأهْلِ الكَبائرِ منْ أُمَّتي" (٢).

رواية أبي بكر الصدِّيق

قال الإمام أحمدُ: حدّثنا إبراهيمُ بنُ إسحاقَ الطَّالقَانىّ، حدّثني النَّضْرُ بن شُمَيْل المَازِنيّ، حدّثنا أبو نَعَامة، حدّثنا أبو هُنَيْدة، البرَاءُ بنُ نوْفَل، عن والان العدَويّ، عن حُذَيْفة، عن أبي بَكْر الصِّدِّيق ، قال: أصبحَ رَسُولُ اللهِ ذاتَ يَوْمٍ، فَصَلَّى الغَدَاةَ ثم جَلَسَ حَتَّى إذَا كانَ منَ الضُّحَى ضَحِكَ رَسُولُ الله ، ثمَّ جَلَسَ مَكانَهُ حتى صَلَّى الأُولَى، وَالعَصْر والمَغْربَ، كلَّ ذَلِكَ لا يَتَكلَّم حَتَّى صَلَّى العِشَاءَ الآخِرَة ثم قام إلى أهْلِه، فَقَالَ النَّاسُ لأبي بَكْرٍ: ألا تَسْألُ رَسُولَ الله : ما شَأنُهُ صَنَعَ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ يَصْنَعْهُ قَطّ؟ فَسَألَهُ، فقالَ: "نَعَمْ، عُرِضَ عَلَىَّ مَا هُوَ كائنٌ منْ أمْرِ الدُّنْيا، وَأمْرِ الآخرَة، يُجْمعُ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ بِصَعيدٍ وَاحدٍ، ففَظِعَ النَّاسُ بِذَلِكَ، حتَّى انْطَلقُوا إلى آدَمَ وَالعَرَقُ يَكادُ يُلْجِمُهُمْ، فَقالوا: يا آدَمُ أنْتَ أبُو البَشَرِ، أنْتَ اصْطَفَاكَ اللهُ فاشْفَعْ لَنا إلى رَبّكَ، فقالَ آدم: لقَدْ لَقيتُ مِثْلَ الَّذي لَقيتُمْ، انْطَلِقُوا إلى أبِيكُمْ بَعْدَ أبيكُمْ إلى نُوحٍ : ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: ٣٣] " قال: "فَيَنْطلِقُونَ إلى نوح فيقُولُونَ: اشْفَعْ لَنا إلى رَبِّكَ فأنْتَ اصْطَفَاكَ اللّهُ وَاسْتَجابَ لَكَ في دُعائِكَ، وَلَمْ يَدَعْ على الأرْضِ منَ الكافرينَ دَيارًا، فيَقُولُ: ليْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، انْطَلِقُوا إلى إبراهيم فإن الله اتَّخَذَهُ خلِيلًا، فَيَنْطَلقُونَ إلى إبْرَاهيمَ، فيقُولُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، وَلَكِن انْطَلقُوا إلى مُوسَى فإنَّ اللهَ كَلَّمَهُ تَكْليمًا، فيقُولُ موسى: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، وَلَكِن انْطَلِقُوا إلى عِيسَى ابنِ مَرْيَمَ، فَإنَهُ يُبْرئُ الأكْمَه وَالأبْرَصَ، وَيُحْيي المَوتى، فيقُولُ عِيسَى: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدي، وَلَكِن انْطَلِقُوا إلى سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ، فإنّه أوَّلُ مَنْ تَنْشَقّ عَنْهُ الأرْضُ يَوْمَ القِيَامةِ، انْطَلِقُوا إلى مُحمّد فَيَشْفَعَ لَكُمْ إلى ربَكُمْ" قال: "فيَنْطَلِقُونَ، فيَأْتِي جِبْريلُ رَبَّهُ، فيقولُ الله ﷿: ائْذن لَهُ وَبشَرْهُ بالْجَنَّةِ" قال: "فيَنْطَلِقُ بِهِ جِبْريلُ، فَيَخرُّ ساجدًا قَدْرَ جُمُعةٍ، فيقول اللهُ ﷿: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشفَّعْ" قال: "فيَرْفعُ رَأْسَهُ، فإذا نَظَرَ إلى رَبِّهِ ﷿


(١) هو أُميّ بن ربيعة المرادي الصيرفي، كوفي يكنى أبا عبد الرحمن، ثقة.
(٢) ورواه الآجري في "الشريعة" رقم (٨٣٢) من طريق ابن بكار، به، وهو حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>