للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنس قال: وقع في سهم دِحْيَة جَارِيَةٌ جميلة، فاشتراها رسول اللّه بسبعة أرؤس، ثم دفعها إلى أمّ سُليم تصنعها وتهيّئها. قال حمّاد: وأحسبه قال: وتعتدّ في بيتها - صفية بنت حُييّ. تفرّد به أبو داود.

قال ابن إسحاق (١): فلما افتتح رسول اللّه القموص، حصن بني أبي الحُقيق، أُتي بصَفية بنت حييّ بن أخطب وبأُخرى (٢) معها، فمرّ بهما بلال - وهو الذي جاء بهما - على قتلى من قتلى يهود، فلمّا رأتهم التي مع صفية، صاحت، وصكّت وجهها، وحثَت التراب على رأسها، فلمّا رآها رسول اللّه قال: "أعزبوا (٣) عني هذه الشيطانة". وأمر بصَفِيَّة فحِيزت خلفه، وألقى عليها رداءه، فعرف المسلمون أن رسول اللّه قد اصطفاها لنفسه. وقال رسول اللّه لبلال - فيما بلغني -[حين رأى بتلك اليهودية ما رأى]: "أنُزعتْ منكَ الرحمة يا بلال حتى تمرَّ بامرأتين على قتلى رجالهما! ". وكانت صفية قد رأت في المنام وهي عروس بكنانة بن الربيع بن أبي الحُقيق، أن قمرًا وقع في حَجرها، فعرضت رؤياها على زوجها، فقال: ما هذا إلّا أنك تمنّين مَلِكَ الحجاز محمدًا. فلطم وجهها لطمةً خَضَّر عينها منها. فأُتي بها رسول اللّه وبها أثر منه، فسألها: "ما هذا؟ " فأخبرته الخبر.

قال ابن إسحاق (٤): وأُتي رسول اللّه بكنانة بن الربيع، وكان عنده كَنْزُ بني النَّضير، فسأله عنه، فجحد أن يكون يعلم مكانه، فأتى رسول الله رجل من اليهود، فقال لرسول اللّه : إني رأيت كنانة يَطيف بهذه الخرِبة كلّ غداة. فقال رسول اللّه لكنانة: "أرأيت إن وجدناه عندك أقتلُكَ؟! قال: نعم. فأمر رسول الله بالخربة فحفرت، فأخرج منها بعض كنزهم، ثم سأله عما بقي، فأبى أن يؤدّيه، فأمر به رسول اللّه الزّبير بن العَوَّام فقال: "عذِّبه حتى تستأصل ما عنده". وكان الزبير يقدح بزَنْدٍ في صدره حتى أشرف على نفسه، ثم دفعه رسول اللّه إلى محمد بن مسلمة، فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة.

[فصل]

قال ابن إسحاق (٥): وحاصر رسول اللّه أهل خيبر في حصنَيهم الوطيح والسُّلالم، حتى [إذا]


(١) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٣٣٦).
(٢) في (ط): "وأخرى".
(٣) أي: أبعدوا.
(٤) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٣٣٦).
(٥) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٣٣٧).