للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أهل مكة فأخبروه عن قلّة الماء بمكة لقلّة المطر، فقال لأصحابه: ألا نستمطر؟ فدعا ودعا الناس فما زالوا يدعون حتى سُقُوا ودخلوا مكّة ومعهم المطر، وجاء سيل عظيم حتى خاف أهل مكة من شدة المطر، ومطرت عرفة ومزدلفة ومنى، وأخصبت الأرض هذه السنة خصبًا عظيمًا بمكة وما حولها، وذلك ببركة دعاء عمر بن عبد العزيز [ومن كان معه من الصالحين].

وكان النواب على البلاد في هذه السنة هم الذين في التي قبلها.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

عبد اللّه بن بُسر بن أبي بُسر المازني (١)، صحابي كأبيه، سكن حمص، وروى عنه جماعة من التابعين.

قال الواقدي: توفي في هذه السنة عن أربع وتسعين سنة، زاد غيره وهو آخر من توفي من الصحابة بالشام، وقد جاء في الحديث أنه يعيش قرنًا (٢)، فعاش مئة سنة.

عبد الله بن أبي أوفى (٣) - علقمة (٤) - بن خالد بن الحارث الخزاعي ثم الأسلمي، صحابي جليل، وهو آخر من بقي من الصحابة بالكوفة، وكانت وفاته فيما قاله البخاري (٥) سنة سبع أو ثمان وثمانين، وقال الواقدي وغير واحد (٦): سنة ست وثمانين، وقد جاوز المئة، وقيل قاربها .

[وفيها توفي:

هشام بن إسماعيل (٧) بن هشام بن الوليد المخزومي المدني، وكان حما عبد الملك بن مروان ونائبه


(١) ترجمة - عبد اللّه بن بسر - في طبقات ابن سعد (٧/ ٤١٣) وطبقات خليفة (٥٢ و ٣٠١). والمعرفة والتاريخ (١/ ٢٥٨) ومواضع أخرى، وأنساب الأشراف (١/ ٢٤٨) والاستيعاب (٢/ ٢٦٧) وتاريخ دمشق (٢٧/ ١٣٩ - ١٦٢) وأسد الغابة (٣/ ١٢٥) والكامل لابن الأثير (٤/ ٥٣٤) وقال: بُسْر؛ بضم الباء الموحدة، وبالسين المهملة، وتهذيب الكمال (١٤/ ٣٣٣) وتاريخ الإسلام للذهبي (٥/ ٩٩ - ١٠٢) وسير أعلام النبلاء (٣/ ٤٣٠) والوافي بالوفيات (١٧/ ٨٤) والإصابة (٢/ ٢٨١) وتهذيب التهذيب (٥/ ١٥٨) وشذرات الذهب (١/ ٣٥١).
(٢) الحديث رواه أحمد في مسنده (٤/ ١٨٩) وفيه: وضع رسول الله إصبعه عليها - شامة في قرنه - ثم قال: "لتبلغنّ قرنًا" وروى نحوه الطبراني وذكره ابن عساكر في تاريخه (٢٧/ ١٥٥) ط: دار الفكر بيروت، وهو حديث حسن.
(٣) تقدمت ترجمته ومصادرها ضمن وفيات سنة ست وثمانين.
(٤) علقمة هو اسم أبي أوفى، وقد أضيف في ط: [و] لجعله ترجمة مفردة!
(٥) التاريخ الكبير (٥/ ٢٤) والتاريخ الصغير (٩١).
(٦) تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ - ١٠٠/ ص ٩٩).
(٧) ترجمة - هشام بن إسماعل - في طبقات ابن سعد (٥/ ٢٤٤) وتاريخ خليفة (٢٨٩) والمعرفة والتاريخ (١/ ٤٧٤) وأنساب الأشراف (٣/ ٣٠٢) ووفيات الأعيان (٢/ ٣٧٧).