للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[طريق أخرى]

قال الإمام أحمد (١): حَدَّثَنَا أبو المغيرة، حَدَّثَنَا الأوزاعي، حدَّثني قتادة، عن أنس بن مالك وأبي سعيد، قال أحمد: وقد حَدَّثَنَا أبو المغيرة عن أنس، عن أبي سعيد (ثم رجع أن النَّبِيّ قال): "سيكون في أمتي اختلاف وفُرقة، قومٌ يحسنون القيل ويُسيئون الفعل، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمِيَّة، لا يرجعون حتى يرتد السهم على فُوقه (٢)، هم شر الخلق والخليقة طوبى لمن قتلهم وقتلوه (٣)، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، مَنْ قاتلهم كان أولى بالله منهم" قالوا: يا رسول اللّه ما سيماهم؟ قال: "التحليق".

وقد رواه أبو داود في "سننه" (٤) عن نصر بن عاصم الأنطاكي، عن الوليد بن مسلم ومبشِّر بن إسماعيل الحلبي كلاهما عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أبي سعيد وأنس به. وأخرجه أبو داود وابن ماجة (٥) من حديث عبد الرزاق (٦)، عن معمر، عن قتادة، عن أنس وحده. وقد روى البزار (٧) من طريق أبي سفيان، وأبو يعلى (٨) من طريق يزيد الرقاشي كلاهما عن أنس بن مالك حديثًا في الخوارج قريبًا من حديث أبي سعيد كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

(الحديث الرابع عن جابر بن عبد اللّه)

قال الإمام أحمد (٩): حَدَّثَنَا حسن بن موسى، حَدَّثَنَا أبو (١٠) شهاب، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه قال:


(١) مسند الإمام أحمد (٣/ ٢٢٤) وهو حديث صحيح.
(٢) في المسند: لا يرجعون حتى يرتدوا على فوقه.
(٣) في ط: أو قتلوه.
(٤) سنن أبي داود (٤٧٦٥) في السنة.
(٥) سنن أبي داود (٤٧٦٦) في السنة، وسنن ابن ماجة (١٧٥) في المقدمة.
(٦) مصنف عبد الرزاق (١٨٦٦٩).
(٧) لم أجده في المطبوع من البحر الزخار، وربما كان من الجزء المفقود.
(٨) مسند أبي يعلى الموصلي (٥/ ٣٣٧ - ٣٣٨).
(٩) مسند الإمام أحمد (٣/ ٣٥٣) وهو حديث صحيح.
(١٠) في أ، ط: ابن شهاب، وما هنا عن المسند.