للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتُقْطَع أُذنه، ويُكتَبُ بَيْن عَيْنَيْه: كافر، فلا يَخْفَى على كلِّ مسْلم، فيُفارقُه كلّ أحدٍ من الخَلْق في قَلْبه مِثْقالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إيمانٍ، ويكونُ أصحابُه وجنودُه المجوسَ واليهودَ والنصارى، وهذه الأعاجمَ من المشركين. ثم يدعو برجل فيما يرون، فَيُؤْمر به فَيُقَتلُ، ثمَ يُقَطَع أعضاءه، كلَّ عضُو علَى حِدَةٍ، فيُفَرّق بينها، حتّى يراه الناسُ، ثم يَجْمَعُ بَيْنَها، ثمَ يضربه بعصاهُ، فإذا هو قائمٌ، فيقول: أنا اللَّه، أُحْيي، وأميتُ، وذلك كُله سحْرٌ يسحر بِه أَعْيُنَ الناسِ، لَيْس يَصنع من ذلك شيئًا". قال شيخنا الذهبيّ: ورواه يحيى بنُ موسى خَتٌّ (١)، عن سعيد بن محمد الثقفي (٢) وهو واهٍ.

وعن عليّ بن أبي طالب، ، أنّه قال في الدجّال: هو صافي بنُ صائِد، يخرجُ من يَهُوديّة أَصْبهَانَ، على حِمار أبْتَرَ، ما بين أذُنَيْهِ أربعونَ ذِراعًا، وما بين حافره إلى الحافر الآخر أربعُ لَيالٍ، يتناولُ السماءَ بِيدِه، أمامَهُ جَبَلٌ مِنْ دُخانٍ، وخلْفَهُ جَبَلٌ آخَرُ، مكتوب بين عَيْنَيْه: كافر، يقول: أنا رَبُّكم الأعلى، أتْباعهُ أصحابُ الرِّبا، وأَولادُ الزِّنى. رواه أبو عمرو الداني في كتاب "أخبار الدجال"، ولا يصح إسنادُه.

[خبر عجيب ونبأ غريب]

قال نُعَيْمُ بنُ حَمّاد في كتاب "الفتن": حدثنا أبو عمر، عن عبد اللَّه بن لَهِيعَةَ، عن عبد الوهاب بن حُسَين، عن محمد بن ثابت، عن أبيه، عن الحارث، عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبيِّ ، قال: "بين أُذُنَي الدجّال أربعون ذِرَاعًا وخُطْوَةُ حماره مَسِيرَةُ ثَلَاثةِ أيَّام، يخوض البحر، كما يخوض أحدُكم الساقية، ويقول: أنا ربّ العالمين، وهذه الشمس تجري بإذْنِي، أفتريدونَ أنْ أَحْبِسَها، فَتُحْبَسُ الشمس، حتى يُجْعَلَ اليومُ كالشَّهْرِ، والجُمُعةِ، ويقول: أتريدون أن أسَيِّرها، فيقولون: نَعم، فيجعل اليوم كالساعة.

وتأتيه المرأةُ فتقول: يا ربّ، أحْيِ لي ابني، وأحْي لي زوجي، حتّى إنها تُعاين شياطين على صورهم، وبيوتُهم مملوءة شيَاطِينَ.

ويأتيه الأعرابُ فتقول: يا ربّنا أحْيِ لنَا إِبلَنَا، وغَنَمنا، فيعطِيهم شياطين أمثالَ إبلِهم، وغَنَمهِم، سواء بالسّن، والسِّمَة، فيقولون: لو لم يكن هذا ربَّنا لم يُحْيِ لنا مَوْتَانَا.

ومعه جبل من مَرَقٍ وعُراق (٣) اللَّحم، حارّ لا يَبْرُد، ونهرٌ جارٍ، وجَبلٌ من جِنَانٍ وخُضْرةٍ، وَجَبَلٌ مِن نَارٍ ودُخَانٍ، يقول: هذه جَنّتي، وهذه ناري، وهذا طعامي، وهذا شرابي، واليَسَعُ، عليه الصلاة


(١) هو يحيى بن موسى بن عبد ربّه بن سالم الحُدَّاني أبو زكريا البلخي السَّختياني، المعروف بخَتّ. انظر "تهذيب الكمال" (٣٢/ ٦ - ٩) بتحقيق الأستاذ الدكتور بشار عواد معروف، طبع مؤسسة الرسالة.
(٢) هو سعيد بن محمد الورَّاق الثقفي، ضعيف.
(٣) عُرَاق: جمع عَرْق، وهو العظم إذا أخذ منه معظم اللحم، وهو جمع نادر. انظر "النهاية" لابن الأثير (٣/ ٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>