للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذي القعدة، وخطب له بها، ثم كرّ راجعًا مؤيدًا منصورًا. وسارت البشائر إلى البلدان ففرح المؤمنون يومئذ بنصر اللّه. ولما بلغ خبر هذه الوقعة أبغا جاء حتى وقف بنفسه وجيشه، وشاهد مكان المعركة ومَنْ فيها من قَتْلى المغول، فغاظه ذلك وأعظمه وحنق على البَرْواناه إذ لم يعلمه بجلية الحال، وكان يظن أمر الملك الظاهر دون هذا كله، واشتدّ غضبه على أهل قيسارية (١) وأهل تلك الناحية، فقتل منهم قريبًا من مئتي ألف، وقيل قتل منهم خمسمئة ألف من قيسارية وأرزن (٢) الروم، وكان في جملة من قتل القاضي جلال الدين حبيب، فإنا للّه وإنا إليه راجعون.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

الشيخ أبو الفضل [عيسى] بن الشيخ عبيد (٣) بن عبد الخالق الدمشقي ودُفن بالقرب من الشيخ أرسلان.

قال الشيخ علم الدين: وكان يذكر أن مولده كان سنة أربع وستين وخمسمئة.

الطواشي يمن الحبشي (٤) شيخ الخدم (٥) بالحرم الشريف [النبوي على ساكنه أفضل الصلاة والسلام].

كان ديِّنًا عاقلًا عدلًا صادق اللهجة، مات في عشر السبعين .

الشيخ المُحَدِّث شمس الدين أبو العباس أحمد (٦) بن محمد بن عبد اللّه بن أبي بكر الموصلي، ثم الدمشقي الصوفي.

سمع الكثير وكتب الكتبَ الكبارَ بخطٍّ رفيعٍ جيِّد واضحٍ، جاوز السبعين ودُفن بباب الفراديس.

الشاعر شهاب الدين أبو المكارم (٧) محمد بن يوسف بن مسعود بن بركة بن سالم بن عبد الله الشَّيْباني التَّلّعْفَري (٨)، صاحب ديوان الشعر.


(١) قيسارية: مدينة كبيرة عظيمة من بلاد الروم، وهي كرسي ملك بني سلجوق ملوك الروم، وفي شرقها مدينة سيواس وبينها وبين أقصر أربعة مراحل. معجم البلدان (٤/ ٤٢١) وتقويم البلدان (٣٨٢).
(٢) أرزن الروم بلدة من بلاد أرمينية أهلها أرمن. معجم البلدان (١/ ١٥٠).
(٣) أ: عبيد اللّه. قال بشار: وترجمته في تاريخ الإسلام (١٥/ ٢٩٣).
(٤) ترجمة - الطواشي يمن الحبشي - في ذيل مرآة الزمان (٣/ ٢٣١) وتاريخ الإسلام (١٥/ ٣٠٢) والدليل الشافي (٢/ ٧٩٦).
(٥) أ، ب: الحذام.
(٦) ترجمته في تاريخ الإسلام (١٥/ ٢٨٧) (بشار).
(٧) ترجمة - التلعفري - في ذيل مرآة الزمان (١/ ٢١٨) وتاريخ الإسلام (١٥/ ٢٩٩) والإشارة (٣٦٧) والعبر (٣٠٦/ ٥) والوافي (٥/ ٣٥٥) وفوات الوفيات (٤/ ٦٢ - ٦٤) والنجوم الزاهرة (٧/ ٢٥٥ - ٢٥٧ و ٢٥٨) والدليل الثاني (٢/ ٣١٤) وشذرات الذهب (٧/ ٦٠٩).
(٨) التَّلَّعْفَري: بفتح أوله، واللام المشدّدة والفاء، وسكون المهملة وراء نسبة إلى التل الأعفر؛ موضع بنواحي الموصل الشذرات (٧/ ٦٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>