للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبرز بعض الجيش إلى ظاهر البلد بالجانب الغربي] (١) ثمّ انفسخت هذه العزيمة لأته بلغهم: أن الفرنج في ألف ألف مقاتل، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

وحجّ بالناس فيها خمارتكين.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

طِرَاد بن محمد بن علي (٢) بن الحسن بن محمد بن عبد الوهّاب بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، أبو الفوارس بن أبي الحسن بن أبي تمام.

من ولد زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس، [وهي أم ولده عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن عبد الله بن عباس] (٣). سمع الحديث الكثير والكتب الكبار، وتفرّد [بالرواية] عن جماعة من المشايخ، ورُحِل إليه في الآفاق، وأملى الحديث في بلدان شتّى، وكان يحضر مجلسه العلماء والسادات، وحضر أبو عبد الله الدامغاني مجلسه، وباشر نقابة العباسيين مدة طويلة، توفي عن نيّف وتسعين سنة في هذه السنة ودفن في مقابر الشهداء (٤)، رحمه الله تعالى.

المظفّر بن رئيس الرُّؤساء (٥) أبي القاسم بن المُسْلِمة، أبو الفتح.

كانت داره مجمعًا لأهل العلم والدين والأدب، وبها توفي الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، ولما توفي أبو الفتح دفن عند الشيخ أبي إسحاق في تربته، رحمه الله تعالى.

[ثم دخلت سنة ثنتين وتسعين وأربعمئة]

فيها: أخذت الفرنج خذلهم الله تعالى بيت المقدس، لما كان ضحى يوم الجمعة [لسبع بقين] من آخر شعبان سنة ثنتين وتسعين وأربعمئة، استحوذ الفرنج لعنهم الله وهم في نحو ألف ألف مقاتل على بيت المقدس شرفه الله تعالى، فقتلوا في وسطه أزيد من سبعين (٦) ألف قتيل [من المسلمين] ﴿فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا﴾ [الإسراء: ٥]، ﴿وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ [الإسراء: ٧]. قال ابن الجوزي (٧):


(١) زيادة من (ب) و (ط).
(٢) المنتظم (٩/ ١٠٦)، الكامل في التاريخ (١٠/ ٢٨٠)، سير أعلام النبلاء (٩/ ٣٧)، النجوم الزاهرة (٥/ ١٦٢)، شذرات الذهب (٣/ ٣٩٦).
(٣) زيادة في (ب) و (ط).
(٤) دفن أولًا بداره، ثم نقل في السنة التي تليها إلى مقابر الشهداء بباب حرب (تاريخ الإسلام ١٠/ ٧٠٦) (بشار).
(٥) المنتظم (٩/ ١٠٧)، الكامل في التاريخ (١٠/ ٢٨٠).
(٦) كذا الأصل والكامل (١٠/ ٢٨٣)، وفي (ط): ستين.
(٧) المنتظم (٩/ ١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>