للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: قد أُقيمتِ الصلاة، فقام، وقُمنا معه، فلما دخلنا المسجدَ رأينا النَّاسَ رُكوعًا في مقدَّم المسجد، فكبّر ورَكَع، وركَعْنَا، ثم مَشَيْنَا، وصَنَعْنَا مِثْلَ الَّذي صَنَع، فمرَّ رَجُل يُسْرعُ، فقال: عَلَيْكَ السلامُ يا أبا عبد الرحمن، فقال: صدق اللَّه ورسوله، فلمَّا صَلّينا ورَجعنَا دَخَل إلى أهله وجلَسْنَا، فقال بعضُنا لبَعض: أما سمعتم رَدَّه على الرجل: صَدَق اللَّهُ ورسوله، أو قال: وبلَّغَت رُسُلُه؟ أيُّكمُ يَسْألُه؟ فقال طارق: أنا أسأله، فسأله حين خرج، فذكر عن النبيّ : "إنّ بَيْنَ يدي الساعة تَسْلِيمَ الخاصة، وفشُوَّ التّجارة، حتى تُعين المرأة زَوْجَها على التِّجَارَة، وقَطْعَ الأرحام، وشهادَة الزور، وكتمانَ شَهَادة الحق، وظهور القلم". ثم روى أحمد عن عبد الرزاق عن سفيان عن بشير عن سيّار أبي حمزة، قال أحمد: وهذا هو الصواب، وسيّار أبو الحَكَم لم يَرو عن طَارق شيئًا (١).

صفة أهل آخر الزَّمان

قال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا هَمَّام، حدَّثنا قتَادَةُ، عن الحسن، عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: قال رسول اللَّه : "لا تقومُ الساعةُ حتى يأخُدَّ اللَّه شَرِيطته (٢) من أهل الأرض، فيبقى فيها عَجَاجةٌ لا يعرفون معروفًا، ولا يُنكِرون مُنكرًا"، وحدّثناه عفان، حدّثنا هَمَّامٌ، عن قتادَة، عن الحسن، عن عبد اللَّه بن عمرو، ولم يرفعه، وقال: حتَّى يأْخُذَ اللَّه ﷿ شريطته من الناس (٣).

وقال الإمام أحمد: حدّثنا عفان، حدَّثنا قيس، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن عَبِيدَة السَّلْمَاني، عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: سمعتُ رسول اللَّه يقول: "إنّ من البيَان سِحْرًا، وشِرارُ الناس الذينَ تُدْرِكُهُمُ الساعة وهم أحياء، والذينَ يَتَخِذُون قُبورَهُم مساجدَ". وهذا إسناد صحيح. ولم يخرجوه من هذا الوجه (٤).

وقال الإمامُ أحمد: حدَّثنا بَهْز، حدثنا شُعْبَةُ، حدثنا علي بن الأقمر، سمعتُ أبا الأحوص يُحَدّث عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه : "لا تقوم الساعةُ إلَّا على شِرَار الناس". ورواه مسلم عن زُهَير بن حَرْب، عن عبد الرحمن بن مَهدِيّ، عن شعبة (٥)، عن علي بن الأقمر به (٦).


(١) رواه أحمد في المسند (١/ ٤٠٧ - ٤٠٨) و (٤٤٢) وهو حديث صحيح بشواهده.
(٢) أي يأخذ اللَّه أهل الخير والدِّين.
(٣) رواه أحمد في المسند (٢/ ٢١٠) وفيه عنعنة الحسن، وقد روي مرفوعًا وموقوفًا والأشبه وقفه.
(٤) رواه أحمد في المسند (١/ ٤٥٤) أقول: في سنده قيس بن الربيع وهو ضعيف، ولكن هو حديث حسن بشواهده.
(٥) في الأصول: سفيان الثوري، وهو خطأ.
(٦) رواه أحمد في المسند (١/ ٣٩٤) ومسلم رقم (٢٩٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>