للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكايات مدهشة يطول استقصاؤها، فمن غريب ذلك: أنَّه غنَّى يومًا ليحيى بن خالد بن بَرمك فوقَّع له بألف ألفٍ، ووقَّع له ابنُه جعفر بمثلها، والفضل بمثلها، في حكاية طويلة.

وممن توفي في هذه السنة من الأعيان أيضًا:

سُرَيْج بن يُونس (١).

وشَيْبان بن فَرُّوخ (٢).

وعبيد اللَّه بن عمر القواريرِيّ (٣).

وأبو بكر بن أبي شيبة (٤)، أحد الأعلام وأئمة الإسلام، وصاحبُ "المصنف" الذي لم يصنِّف أحدٌ مثلَه قطُّ لا قبلَه ولا بعدَه.

[ثم دخلت سنة ست وثلاثين ومئتين]

فيها: أمر المتوكل بهدْم قبر الحسين بن عليّ، وما حوله من المنازل والدّور، ونودي في الناس: من وُجِدَ هاهنا بعد ثلاثة أيام [رفع] إلى المطبَق؛ فلم يبقَ هناك بشرٌ، واتُّخِذ ذلك الموضع مزرعةً تُحرث وتستغل.

وفيها: حجَّ بالناس محمد المنتصر (٥) بن المتوكل.

وفيها: توفي محمد بن إبراهيم بن مُصْعَب، سمَّه ابنُ أخيه محمد بن إسحاق بن إبراهيم، وكان محمد بن إبراهيم هذا من الأمراء الكبار.


(١) صحف في المطبوع إلى شريح، وهو سريج بن يونس بن إبراهيم، أبو الحارث المروزي البغدادي، من الأئمة العابدين، وكان رأسًا في السنة، صدوق. سير أعلام النبلاء (١١/ ١٤٦).
(٢) هو شيبان بن أبي شَيبة، أبو محمد الحَبطي مولاهم الأبُلِّي البصري، الحافظ الصدوق، مسند عصره، كان يرى القدرَ، غير أنه تفرد بالأسانيد العالية. سير أعلام النبلاء (١١/ ١٠١).
(٣) عبيد اللَّه بن عمر بن مَيْسَرة، أبو سعيد الجشمي مولاهم البصري القواريري الزجاج، نزيل بغداد. محدّث الإسلام. ثقة كثير الحديث. سير أعلام النبلاء (١١/ ٤٤٢).
(٤) هو عبد اللَّه بن محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، أبو بكر العبسي الكوفي، وهو من أقران أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني في السن والمولد والحفظ. الإمام العلم، سيّد الحفاظ، صاحب الكتب الكبار. والمسند والمصنف والتفسير والأحكام. سير أعلام النبلاء (١١/ ١٢٢).
(٥) في ط: "محمد بن المنتصر" خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>