للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقلت: يا عبد اللّه ما سمعت أحدًا يقول ما تقول، قال: كنتُ أعطيتُ للّه عهدًا إن قدرتُ أن ألطم وجهَ عثمان إلا لطمته، فلما قُتل ووضع على سريره في البيت والناس يجيئون فيصلون عليه، فدخلتُ كأنّي أصلّي عليه، فوجدت خلوة فرفعتُ الثوب عن وجهه ولحيته ولطمته وقد يبست يميني. قال ابن سيرين: فرأيتها يابسة كأنها عود.

ثم خرجوا (١) بعَبْدَي عثمان اللذين قتلا في الدار، وهما صبيح ونجيح، ، فدفنا إلى جانبه بحشّ كَوْكَب، وقيل إن الخوارج لم يمكنوا من دفنهما، بل جرُّوهما بأرجلهما حتى ألقوهما بالبلاط فأكلتهما (٢) الكلاب، وقد اعتنى معاوية في أيام إمارته بقبر عثمان، ورفع الجدار بينه وبين البقيع، وأمر الناس أن يدفنوا موتاهم حوله (حتى اتصلت بمقابر المسلمين).

[ذكر صفته ]

كان حسنَ الوجه دقيقَ البشرة، كبيرَ (٣) اللحية، معتدلَ القامة، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، كثيرَ شعر الرأس، حسنَ الثغر، فيه سمرة (٤)، وقيل كان في وجهه شيء من آثار الجدري، . وعن الزهري: كان حسنَ الوجه والثغر، مربوعًا، أصلع، أزوح (٥) الرجلين (يخضب بالصفرة، وكان قد شد أسنانه بالذهب وقد كسى ذراعيه الشعر).

وقال الإمام أحمد (٦): حدَّثنا عبد الصمد، حدَّثنا سالم أبو جُمَيع، حدَّثنا الحسن -وذكر عثمان وشدة حيائه- فقال: إن كان ليكون بالبيت والباب عليه مغلق فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء، يمنعه الحياء أن يقيم صلبه.

وقال عبد الله (٧): حدَّثنا زياد بن أيوب، حدَّثنا هُشَيْم، قال: زعم أبو المقدام، عن الحسن بن أبي الحسن، قال: دخلت المسجد فإذا بعثمان بن عفان متوكئ على ردائه؛ فأتاه سقاءان يختصمان فقضى بينهما ثم أتيته فنظرت إليه؛ فإذا رجل حسن الوجه، بوجنتيه نكتات جدريّ، وإذا شعره قد كسا ذراعيه.

وقال واقد بن عبد اللّه (٨): حدَّثني من رأى عثمان بن عفان أنه ضبب أسنانه بالذهب.


(١) في ط: ثم أخرجوا.
(٢) في أ: فأكلتهم.
(٣) في أ: رقيق البشرة كثير اللحية.
(٤) في أ: سمرة وقيل بيان.
(٥) أزوح من زاح: إذا تباعد. اللسان (زاح).
(٦) مسند الإمام أحمد (١/ ٧٣ - ٧٤).
(٧) مسند أحمد (١/ ٧٣) وإسناده ضعيف.
(٨) مسند أحمد (١/ ٧٣) وهو من رواية عبد اللّه.