للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان من أصدقاء العادل يُضحكه، فحصَّل أموالًا جزيلة منهم، كانت داره داخل باب الفرج (١) فجعلتها زوجته عائشة مدرسة للشافعية (٢) والحنفية، ووقفت عليها أوقافًا دارَّةً، رحمها اللّه.

الشيخة الصالحة العابدة (٣) الزاهدة، شيخة العالمات بدمشق، تلقب بدهن اللوز.

بنت نورنجان (٤) وهي آخر بناته وفاة وجعلت أموالها وقفًا على تربة أختها بنت العصيبة (٥) المشهورة.

[ثم دخلت سنة خمس عشرة وستمئة]

استهلت والعادل [نازل] بمرج الصفر لمناجزة الفرنج وأمر ولده المُعَظَم بتخريب حصن الطور فأخربه (٦) ونقل ما فيه من آلات الحرب وغيرها إِلى البلدان خوفًا من الفرنج.

وفي ربيع الأول نزلت الفرنج على دمياط وأخذوا برجَ السلسلة في [آخر] جمادى الأولى، وكان حصنًا منيعًا، وهو قفل بلاد مصر [فإِنَّا للّه وإِنا إِليه راجعون].

وفيها: التقى المُعظَّم، والفرنجُ على القَيْمُون (٧) فكسرهم وقتل منهم خلقًا [كثيرًا] وأسر من الداوية مئة فأدخلهم إِلى القدس منكَّسة أعلامهم.

وفيها: جرت خطوب كثيرة ببلد الموصل بسبب موت ملوكها أولاد قرا أرسلان واحدًا بعد واحد، وتغلب غلام (٨) أبيهم بدر الدين لؤلؤ (٩) على الأمور [ويذكر أنه هو الذي كان يقتلهم في الباطن ليستحوذ هو على الأمور] واللّه أعلم.

وفيها أقبل ملك الروم كيكاوس بن كيخسرو (١٠) يريد أخذَ مملكة حلب، وساعده على ذلك


(١) ط: باب الفرنج؛ تحريف. ولا يزال هذا الباب قائمًا إِلى اليوم الحاضر.
(٢) الأعلاق الخطيرة (٢٦١، ٢٦٢) والدارس (١/ ٢٣٨ و ٥١٨) ومختصره (٣٩ و ٨٨) ومنادمة الأطلال (٩٧، ١٧١).
(٣) ترجمة - دهن اللوز - في ذيل الروضتين (١٠٨)، وتاريخ الإسلام (١٣/ ٤٠٥).
(٤) ترجمة - بنت نورنجان - في ذيل الروضتين (١٠٨) وفيه: بنت بوريحان.
(٥) في ذيل الروضتين بنت صفية.
(٦) أ: فخرب. وليست اللفظة في ب.
(٧) قَيْمون: بالفتح، ثم السكون، وآخره نون: حصن قرب الرملة من أعمال فلسطين. معجم البلدان (٤/ ٤٢٤).
(٨) ط: مملوك.
(٩) سترد ترجمة لؤلؤ في حوادث سنة ٦٥٦.
(١٠) ط: كيكاريس سنجر. وهو عز الدين كيكاوس بن السلطان كيخسرو بن قليج رسلان السلجوقي التركماني صاحب =

<<  <  ج: ص:  >  >>