للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها وردت طائفة من جيشِ خُرَاسان - في بضعة عشر ألفًا - يُظْهرون أنهم يريدون غزو الروم، فأكرمهم ركنُ الدَّولة بن بُوَيه وأمنوا إليهم، فنهضوا إليهم ليأخذوا الدَّيْلَم على غِرَّة، فقاتلهم ركن الدولة فظفر بهم، لأن البغي مصرعة، وهرب أكثرهم.

وفيها خرج معز الدولة من بغداد إلى واسط لقتال عمران بن شاهين حتى تفاقم الحال بأمره، واشتُهر في تلك النواحي صيت ذكره، فقوي المرض بمعز الدولة، فاستناب على الحرب، ورجع إلى بغداد، فكانت وفاته في السنة الآتية كما سنذكره إن شاء اللّه تعالى.

وفيها قوي أمر أبي عبد اللّه الدَّاعي ببلاد الدَّيْلم وأظهر النُّسُك والعبادة، ولبس الصوف، وكتب إلى الآفاق حتى إلى بغداد يدعو إلى الجهاد.

وفيها تمَّ الفداء بين سيف الدولة وبين الروم، فاستنقذ منهم أسارى كثيرة، منهم ابن عمه أبو فراس بن سعيد بن حمدان، وأبو الهيثم بن حصن القاضي، وذلك في رجب منها.

وفي جُمادى الآخرة نودي برفع المواريث الحَشْرية (١) وأن تردَّ إلى ذوي الأرحام.

وفيها ابتدأ معز الدولة بن بُوَيه في بناء مارَسْتَان، وأرصد له أوقافًا جزيلة.

وفيها قطعت بنو سُلَيم السَّابلة (٢) على الحجيج من أهل الشَّام ومصر والمغرب، وأخذوا منهم عشرين ألف بعير بأحمالها، وكان عليها من الأموال والأمتعة ما لا يقوَّم كثرةً، وكان لرجل يقال له ابن الخواتيمي قاضي طَرَسُوس مئة ألف دينار وعشرون ألف دينار عينًا، وذلك أنه أراد التحول من بلاد الشَّام إلى العراق بعد الحج، وكذلك وقع لكثير من النَّاس، وحين أخذت الجمال تركوهم على برد الدِّيار لا شيء لهم، فَقَلَّ منهم من سَلِمَ وما أكثر من عطب، فإنا للّه وإنا إليه راجعون.

وحجَّ بالناس في هذه السنة الشريف أبو أحمد نقيب الطالبيِّين من ناحية العراق.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

الحسين (٣) بن داود (٤) بن علي [بن عيسى] (٥) محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو عبد اللّه، العلوي الحسني.


(١) الحشري هو الميت الذي خلف مالًا، وليس له وارث خاص بقرابة أو نكاح أو ولاء أو له وارث ذو فرض، ولكنه لا يستغرق جميع ماله الذي خلفه ولا عاصب فهذا كان ماله يعود لبيت المال على ما هو مقرر في المذهب الشافعي، أما الحنابلة فكانوا يورثون ذوي الأرحام. انظر "صبح الأعشى": ٣/ ٤٦٠.
(٢) السابلة: الطريق المسلوكة. معجم متن اللغة (٣/ ١٠٠).
(٣) في (ح) و (ب) و (ط): الحسن، والمثبت من تاريخ بغداد (٨/ ٤٥) والمنتظم (٧/ ٣٤)، وتاريخ الإسلام (٨/ ٨١).
(٤) تاريخ بغداد (٨/ ٤٥) المنتظم (٧/ ٣٤). تاريخ الإسلام (٨/ ٨١).
(٥) ما بين حاصرتين من (ط) و (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>