للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: توفي الشيخ أبو شجاع محمد بن علي بن شعيب بن الدهان الفرضي الحاسب المؤرخ البغدادي.

قدم دمشق وامتدح الشيخ (١) الكندي أبا (٢) اليمن زيد بن الحسن فقال (٣): [من البسيط]

يا زَيْدُ زادَكَ رَبِّي مِنْ مَواهِبِهِ … نِعَمًا يُقَصِّرُ عَنْ إِدْرَاكِها الأَمَلُ

لَا بَدَّلَ اللهُ حالًا قَدْ حَبَاكَ بها … ما دَارَ بَيْنَ النُّحَاةِ الحالُ والبَدَلُ

النَّحْوُ أَنْتَ أَحَقُّ العَالمينَ بهِ … أَلَيْسَ باسْمِكَ فيهِ يُضْرَبُ المَثَلُ (٤)

[ثم دخلت سنة ثلاث وتسعين وخمسمئة]

فيها: ورد كتاب من القاضي الفاضل إِلى [القاضي محيي الدين] (٥) بن الزكي يخبره فيه: أن في ليلة الجمعة التاسع من جمادى الآخرة أتى عارض فيه ظلمات متكاثفة، وبروق خاطفة، ورياح عاصفة، فقوي الجو (٦) بها، واشتد هبوبها، فتدافعت (٧) لها أعنَّة مطلقات، وارتفعت لها صعقات (٨)، فرجفت لها الجدران واصطفقت، وتلاقت على بُعدها واعتنقت، وثار بين السماء والأرض [عجاج، فقيل: لعل هذه] (٩) على هذه قد انطبقت، ولا تحسب (١٠) إِلا أن جهنم قد سال منها واد، وعدا (١١) منها عاد، وزاد عصف الريح إِلى أن أَطفأتْ سُرُجَ النُّجوم، ومزَّقت أديم السماء، ومحت ما فوقه من الرقوم، فكنا كما قال تعالى: ﴿يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ﴾ [البقرة: ١٩] قلنا: ويردّون أيديهم على أعينهم من البوارق، لا عاصم لخطف الأبصار، ولا ملجأ من الخطب إِلا معاقل الاستغفار، وفرَّ الناس نساءً ورجالًا وأطفالًا، ونفروا من دورهم خفافًا وثقالًا، لا يستطيعون حيلة، ولا يهتدون


(١) عن ب وحدها.
(٢) أ، ب، ط: أبو. وهو خطأ.
(٣) البيتان الثاني والثالث في ذيل الروضتين.
(٤) ذكر وفاته في هذه السنة فيه نظر، فقد ذكر القفطي وابن خلكان، والذهبي وغيرهم وفاته في صفر من سنة (٥٩٠) (بشار).
(٥) عن ب وحدها.
(٦) ب: الهوى.
(٧) أ، ط: قد أثبت، وهو تصحيف. الروضتين (٢/ ٢٣٢).
(٨) ط: صفقات.
(٩) أ، ط: عجاجًا حتى قيل إِن هذه.
(١٠) ط: ولا يحسب.
(١١) أ: أوعدا منها غار.

<<  <  ج: ص:  >  >>