للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَدِمَ بغداد، وأخذ السُّنَّة عن زكريا بن يحيى السَّاجي، وتفقه بابن سُرَيْج. وقد ذكرنا ترجمته في "طبقات الشَّافعية".

وقد ذكره القاضي ابن خلِّكان في "الوَفَيات"، وأنه كان يجلس في حَلْقة الشيخ أبي إسحاق المَرْوزي، وقد كان مُعْتزليًا قبل ذلك، فتاب منه بالبَصْرَة فوق المِنْبَر، ثم أظهر فضائحهم وقبائحهم، وذكر له من التصانيف "الموجز" وغيره (١).

وحُكيَ عن ابن حَزْمَ أنه صنَّف خمسة وخمسين تصنيفًا.

وذُكِرَ أن مغله كان في كلِّ سنة سبعة عشر ألف درهم (٢)، وأنَّه كان من أكثر الناس دُعابةً، وأنه ولد سنه سبعين ومئتين، وقِيل سنة ستين ومئين، ومات في هذه السنة، وقيل في سنة ثلاثين (٣)، وقيل في سنه بِضْعٍ وثلاثين، فالله أعلم.

محمد بنُ الفَضْل بنِ عبد الله (٤) أبو ذرّ، التَّمِيمي.

كان رئيسَ جُرْجان.

سَمِعَ الكثير وتفقَّه بمذهب الشَّافعي، وكانت دارُه مجمعَ العلماء، وله إفضالٌ كثير على طلبة العلم من أهل زمانه (٥).

هارون بن المُقْتَدر (٦): أخو الخليفة الرَّاضي، توفي في ربيعٍ الأول منها، فَحَزنَ عليه أخوه، وأمر بنفي بَخْتَيْشُوع بن يحيى (٧) المتطيِّب إلى الأنْبار، لأنَّه اتُّهِمَ في علاجه، ثم شَفَعَتْ فيه أُمُّ الرَّاضي.

[ثم دخلت سنة خمس وعشرين وثلاثمئة]

في المحرَّم منها خرَجَ الخليفة الرَّاضي وأمير الأمراء محمد بن رائق من بغداد قاصدين واسطَ لقتال أبي عبد الله البَرِيْدي؛ نائب الأهواز، الذي قد تجبَّر بها ومنع الخَرَاج، فلما صار ابنُ رائق إلى واسط خرج عليه الحجرية وقاتلوه، قسلَّطَ عليهم بُجْكُم، فطحنهم، ورجع فلُّهم إلى بغداد، فتلقِّاهم لؤلؤ أمير


(١) انظر وفيات الأعيان (٣/ ٢٨٤ - ٢٨٥).
(٢) في النسخ الخطية: سبعة عشر درهمًا، والمثبت من (ط).
(٣) انظر وفيات سنة (٣٣٠ هـ).
(٤) تاريخ جرجان (٣٧٦) المنتظم (٦/ ٢٨٨).
(٥) انظر تاريخ جرجان (٣٧٦).
(٦) المنتظم (٦/ ٢٨٨).
(٧) ترجمته في عيون الأنباء في طبقات الأطباء (٢٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>