للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلتُ: وستأتي (١) قصة أبي مسلم الخولاني -واسمه عبد الله بن ثُوَب- مع الأسود العنسي حين ألقاه في النار، فكانت عليه بردًا وسلامًا كما كانت على الخليل إبراهيم .

قصة زيد بن خارجة وكلامُه بعدَ الموت

وشهادتُه بالرسالة لمحمد ، وبالخلافة لأبي بكر الصديق، ثم لعمر، ثم لعثمان .

قال الحافظ أبو بكر البيهقي (٢): أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري، أنبأنا جدي يحيى بن منصور القاضي، حدَّثنا أبو علي محمد بن عمرو كشمرد، أنبانا القعنبي، حدَّثنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب:

أن زيدَ بن خارجة الأنصاري، ثم من بني الحارث بن الخزرج تُوفي زمنَ عثمانَ بن عفانَ، فسُجِّي بثوبه، ثم إنهم سمعوا جلجلة في صدره، ثم تكلَّم، ثم قال: أحمدُ أحمدُ في الكتاب الأول، صدقَ صدقَ أبو بكر الصديق الضعيف في نفسه القويّ في أمر الله في الكتاب الأول، صدقَ صدقَ عمرُ بن الخطاب القويُّ الأمينُ في الكتاب الأول، صدقَ صدقَ عثمانُ بن عفان على منهاجهم، مضت أربعٌ وبقيت اثنتان، أتت الفتنُ، وأكلَ الشديدُ الضعيفَ، وقامتِ الشَاعةُ وسيأتيكم عن جيشكم خبر، بئر أريس، وما بئر أريس.

قال يحيى: قال سعيد: ثم هلكَ رجلٌ من بني خَطمة، فسُجِّيَ بثوبه، فسُمع جلجلةٌ في صدره، ثم تكلّم، فقال: إن أخا بني الحارث بن الخزرج صدقَ صدقَ.

ثم رواه البيهقيُّ، عن الحاكم، عن أبي بكر بن إسحاق، عن موسى بن الحسن (٣)، عن القعنبي، فذكره. وقال: هذا إسناد صحيح، وله شواهد (٤).

ثم ساقه من طريق أبي بكر عبد الله بن أبي الدنيا، في كتاب "من عاش بعد الموت": حدَّثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس، حدَّثنا عبد الله بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد. قال:

جاءنا يزيدُ بن النعمان بن بشير إلى حلقة القاسم بن عبد الرحمن، بكتاب أبيه النعمان بن بشير- يعني إلى أمه- بسم الله الرحمن الرحيم، من النعمان بن بشير إلى أم عبد الله بنت أبي هاشم، سلامٌ عليكِ، فإني أحمدُ إليك الله الذي لا إلهَ إلا هو، فإنَّكِ كتبتِ إليَّ لأكتبَ إليكِ بشأن زيد بن خارجة، وأنه كان من


(١) في الشمائل المطبوع، بتحقيق د. مصطفى عبد الواحد (ص ٢٩٨): وقد ذكرنا. فلعل ذلك في نسخة.
(٢) دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ٥٥).
(٣) في دلائل البيهقي عن قريش بن الحسن.
(٤) دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ٥٦).