للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نمران قال: رأيت بتبوك مُقعدًا فقال: مررت بين يدي رسول الله وأنا على حمارٍ، وهو يصلِّي، فقال: "اللهم اقطع أثره".

فما مَشَيت عليها بعدُ.

وفي رواية: "قطع صلاتنا قطع الله أثره" (١).

* * *

ذكر الصَّلَاة على مُعَاوية بن مُعَاوية (٢) إن صحَّ الخبر في ذلك

روى البيهقيُّ (٣) من حديث يزيد بن هارون، أخبرنا العلاء أبو محمد الثقفيُّ قال: سمعت أنس بن مالكٍ قال: كنا مع رسول الله بتبوك، فطلعت الشمس بضياء وشعاعٍ ونورٍ لم أرها طلعت فيما مضى، فأتى جبريل رسول الله فقال: "يا جبريل، ما لي أرى الشمس اليوم طلعت بضياءٍ ونورٍ وشعاعٍ لم أرها طلعت فيما مضى؟ " قال: ذلك أن معاوية بن معاوية الليثيَّ مات بالمدينة اليوم، فبعث الله إليه سبعين ألف ملكٍ يصلُّون عليه. قال: "وممَّ ذاك؟ " قال: بكثرة قراءته ﴿قُل هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١] بالليل والنهار، وفي ممشاه وفي قيامه وقعوده، فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلِّي عليه؟ قال: "نعم". فصلَّى عليه ثم رجع. وهذا الحديث فيه غرابةٌ شديدةٌ ونكارةٌ، والناس يسندون أمره إلى العلاء بن زيدٍ هذا، وقد تكلَّموا فيه.

ثم قال البيهقيُّ (٤): أخبرنا عليُّ بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيدٍ الصَّفَّار، حدَّثنا هشام بن عليٍّ، أخبرنا عثمان بن الهيثم، حدَّثنا محبوب بن هلالٍ، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنسٍ قال: جاء جبريل فقال: يا محمد، مات معاوية بن مُعَاوية المُزَنيُّ، أفتحبُّ أن تصلي عليه؟ قال: "نعم". فضرب بجناحه، فلم يبق من شجرةٍ ولا أكَمةٍ إلا تضعضعت له. قال: فصلَّى وخلفه صفَّان من الملائكة، في كل صفٍّ سبعون ألف ملكٍ. قال: قلت: "يا جبريل، بم نال هذه المنزلة من الله؟ " قال: بحبّه ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ يقرؤها قائمًا وقاعدًا، وذاهبًا وجائيًا، وعلى كلِّ حالٍ. قال عثمان:


(١) وهي عند أبي داود رقم (٧٠٦) وهي ضعيفة.
(٢) ترجمته في "تجريد أسماء الصحابة" (٢/ ٨٣) و"الإصابة في تمييز الصحابة" (٣/ ٤٣٦).
(٣) انظر "دلائل النبوة" (٥/ ٢٤٥).
(٤) انظر "دلائل النبوة" (٥/ ٢٤٦).