للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قم فقد أمرنا (١) بحملك إِلى بعلبك، فأيقن بالهلاك حينئذ، فقال دعوني أصلي ركعتين، فقال له قم، فقام يصلي (٢) فأطال الصلاة فرفسه النصراني فألقاه من رأس الجبل إِلى أسفل الوادي الذي هناك، فما وصل حتى تقطع، وحكي أنه تعلّق ذيلُه بسنِّ الجبل فما زال داود يرميه بالحجارة حتى ألقاه إِلى أسفل الوادي، وذلك عند الشقيف (٣) المطلّ على نهر إِبراهيم.

قال السبط (٤): وقد كان فاسدَ العقيدة دهريًا مستهزئًا بأمور الشرع، يخرج إِلى المجلس سكرانًا (٥) ويحضر إِلى الجمعة كذلك، وكانت داره كالحانات. فلا حول ولا قوة إِلا بالله العلي العظيم. قال (٦): وأخذ الموفق الواسطي أحد أمنائه - وكان (٧) من أكبر البلايا - أخذ لنفسه من أموال الناس ستمئة ألف درهم، فعُوقب عقوبةً عظيمةً حتى أُخذت منه، وقد كُسرت ساقاه ومات تحت الضرب، فألقي في مقابر اليهود والنصارى، وأكلته (٨) الكلاب.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

الشيخ شمس الدين أبو الفتوح (٩) عمر بن أسعد بن المُنَجَّى التَّنوخي المَعَرّي الحنبلي.

قاضي حران قديمًا، ثم قدم دمشق ودرس بالسمسارية وتولى خدمًا في الدولة المعظمية، وكانت له رواية عن ابن صابر (١٠) والقاضيين الشهرزوري (١١) وابن أبي عصرون (١٢)، وكانت وفاته في سابع ربيع الأول من هذه السنة رحمه الله تعالى.


(١) أ: فقال قم قد أمرنا.
(٢) ب: فصلى.
(٣) الشقيف كالكهف. معجم البلدان (٣/ ٣٥٦).
(٤) مرآة الزمان (٨/ ٤٩٦).
(٥) كذا وردت في الأصول مخالفة للقاعدة النحوية.
(٦) مرآة الزمان (٨/ ٤٩٧).
(٧) أ: فكان.
(٨) أ، ب: فأكلته.
(٩) ترجمة - عمر بن أسعد بن المُنَجّى - في ذيل الروضتين (١٧٣) وتاريخ الإسلام (١٤/ ٣٩٠) وسير أعلام النبلاء (٢٣/ ٨٠) والعبر (٥/ ١٧٠) وتذكرة الحفاظ (١٤٣٥) وذيل طبقات الحنابلة (٢/ ٢٢٥ - ٢٢٦) والنجوم الزاهرة (٦/ ٣٤٩) والدارس (٢/ ١١٦) والقلائد الجوهرية (٢/ ٥٠٠) وشذرات الذهب (٧/ ٣٦٤ - ٣٦٥).
(١٠) أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر السلمي الدمشقي، ابن سيّدة. توفي سنة ٥٧٦ هـ. سير أعلام النبلاء (٢١/ ٩٣).
(١١) تقدمت ترجمة كمال الدين الشهرزوري في وفيات سنة ٥٧٢ هـ من الجزء السابق.
(١٢) تقدمت ترجمة ابن أبي عصرون في وفيات سنة ٥٨٥ هـ من الجزء السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>