للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهُ عامَّتهم، قردَةً، وخنَازيرَ، ثم يخرج الدجال على إثْرِ ذَلِكَ قريبًا" ثم بكى رسول اللَّه ، حتّى بَكينا لبكائه، وقلنا: ما يبكيك؟ قال: "رحمة لأولئك القوم الأشقياء، لأن فيهم المُقتصد، وفيهم المجْتَهِد. . . " الحديث (١).

[حديث عن عثمان بن أبي العاص ]

قال أحمد: حدثنا يزيدُ بن هارون، حدثنا حمّاد بن سَلَمة، عن علي بن زيد، عن أبي نَضْرةَ، قال: أتينا عُثْمانَ بن أبي العاص في يوم جمعة لنعرض عليه مُصحَفًا لنا على مُصْحفِه، فلمّا حضرت الجمعة أمرنا فاغتسلنا، ثم أُتِينا بِطِيبب فَتطيّبْنا، ثم جئْنَا المَسْجِدَ، فجَلسنَا إلى رجل، فحدَّثنا عن الدجال، ثم جاء عثمانُ بن أبي العاص، فقُمنا إليه فجلسنا، فقال: سمعتُ رسول اللَّه يقول: "يكون للمسلمين ثلاثة أمصار، مصرٌ بمُلتَقى البَحْرين، ومصر بالحِيرةِ، ومصر بالشام، فيفزع الناسُ ثلاثَ فَزعَاتٍ، فيخرُج الدجال في أعراض الناس، فيَهْزِمُ مَنْ قِبَلَ المشرق، فأول مصر يرده المِصْرُ الذي بمُلْتَقَى البَحرَيْن، فيصير أهله ثلَاث فِرَق، فرقة تقيم تقول: نُشَامُّهُ (٢)، ننظر ما هو؟ وفرقةٌ تلحقُ بالأعراب، وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم، ومع الدجال سبعون ألفًا عليهم السِّيجان (٣)، وأكثر تَبَعِهِ اليهود والنساء، ثم يأتي المصر الذي يليه، فيصير أهله ثلاث فرق، فرقة تقول: نشُامُّه، ننظر ما هو، وفرقة تلحق بالأعراب، وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم بغربي الشام، وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق (٤) فيَبْعَثون سرحًا (٥) لهم، فيصابُ سرحُهم فيشتد ذلك عليهم، وتُصيبهم مَجَاعَةٌ شَديدةٌ وجَهدٌ شديدٌ، حتّى إنّ أحدهم، لَيَحْرقُ وَتَر قوْسِهِ فيأكلُه، فبينما هم كذلك، إذ نادى مُنادٍ من السَّحَر، يا أيُّها الناسُ أتاكم الْغَوْثُ ثلاثًا، فيقول بعضُهم لبعض: إنّ هذا الصوتَ لصوتُ رجل شبعان، وينزل عيسى ابنُ مريم عند صلاة الصبح، فيقول له أميرُهم: يا رُوحَ اللَّه، تقدّم صَلِّ فيقول: هذه الأمة أمراءُ بعضُهم على بعْض، فيتقدم أميرُهم، فَيُصَلِّي، فإذا قضى صلاته، أخذ عيسى حَرْبَتَهُ، فَيذْهَبُ نحو الدجال، فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص، فيضع حَرْبتَهُ بَيْن ثَندُوَتَيْهِ فيقتله، وينهزم أصحابُه، فليس يومئذ شيء يوارِي منهم أحدًا،


(١) وواه الطبراني في "الكبير" رقم (٤٢٧٠)، قال الحافظ: عطية بن عطية لا يعرف، وأتى بخبر موضوع طويل.
(٢) أي نختبره.
(٣) "السِّيجَان": جمع ساج وهو الطّيلسان الأخضر، وقيل: هو الطّيلسان المقوّر ينسج كذلك. انظر "النهاية" لابن الأثير (٢/ ٤٣٢).
(٤) هي فيق في حوران من أرض الشام.
(٥) السرح: المال السائم متن الإبل والبقر والغنم.

<<  <  ج: ص:  >  >>