للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتَّى إن الشجرةَ لتقولُ: يا مؤمنُ، هذا كافر، ويقول الحَجَر: يا مؤمن هذا كافر". تفرد به أحمد (١).

ولعلّ هذين المصرين هما البصرة والكوفة، بدليل ما رواه الإمام أحمد: حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، حدثنا الحشْرَجُ بن نُبَاتة القَيْسِيّ الكوفيّ، حدثني سعيدُ بن جُمْهَان، حدثنا عبد اللَّه بن أبي بَكْرَة، حدّثني أبي في هذا المسجد، يعني مسجد البصرة، قال: قال رسول اللَّه : "لَتَنْزِلَنّ طائِفةٌ من أمّتي أرضًا يُقال لها: البصرة، يكثرُ بها عددهم، ويكثرُ بها نَخْلُهم، ثم يجيء بنو قَنْطُورَاء (٢) صغار العيون حتى يَنْزلُوا على جِسْرٍ لَهُمْ، يقال له دِجْلة، فيتفرق المسلمون ثلاثَ فِرَق، فأمّا فرقةٌ فيأخذون بأذناب الإبل، وتلحق بالبادية، وهلكت، وأما فرقة فتأخُذُ على أنفسها فكفرت، فهذه وتلك سواء، وأما فرقة فيجعلون عِيَالَهُم خَلْفَ ظُهورِهمْ، ويقاتلون، فقتلاهم شهداء، ويفتَح اللَّه على بَقِيّتها".

ثم رواه أحمد عن يزيد بن هارون، وغيره، عن العوّام بن حَوْشَب، عن سعيد بن جُمْهَان، عن ابن أبي بَكْرَةَ، عن أبيه، فذكره، قال العوَّام: بنو قنطوراءَ هم الترك. ورواه أبو داود عن محمد بن يحيى بن فارس، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، عن سعيد بن جُمْهَان، عن مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه. . . فذكر نحوه (٣).

وروى أبو داود من حديث بشير بن المهاجر، عن عبد اللَّه بن بُرَيْدَة، عن أبيه، عن النبيّ في حديث: "يُقاتلكم قومٌ صغار الأعين" يعني الترك، قال: "تسوقونهم ثلاث مرات، حتى تُلْحِقُوهم بجزيرة العرب، فأمّا في السياقة الأولى فينْجُو مَنْ هرب منهم، وأما في الثانية فينْجُو بعضٌ ويَهْلِك بعض، وأما في الثالثة فَيُصطَلَمونَ (٤) " أو كما قال. لفظ أبي داود (٥).

وروى الثوريّ، عن سلمة بن كُهَيْل، عن أبي الزَّعْراء، عن ابن مسعود، قال: يفترق الناسُ عند خروج الدجّال ثلاثَ فرق، فرقةٌ تتبعه، وفرقة تَلْحَقُ بأرض آبائها، بمنابت الشيحِ، وفرقة تأخذُ بِشَطّ الفُرات، يقاتلهم ويقاتلونه، حتى يجتمع المؤمنون بِقُرى الشام، ويَبْعَثُون طَلِيعةً فيهم فارس فرسه أشقر أو أبلق، فيُقْتَلون فلا يرجعُ منهم بشر (٦).


(١) رواه أحمد في المسند (٤/ ٢١٦ - ٢١٧) وإسناده ضعيف بطوله، ولآخره شواهد.
(٢) "بنو قنطوراء": هم الترك، وذكرهم حذيفة فيما روي عنه في حديثه فقال: يوشك بنو قنطوراء أن يُخرجوا أهل العراق من عراقهم. . . كأني بهم خُرْز العيون، خنس الأنوف، عراض الوجوه، قال: ويقال: إن قنطوراء كانت جارية لإبراهيم على نبينا وعليه السلام، فولدت له أولادًا، والترك والصين من نسلها. عن "لسان العرب" (قنطر).
(٣) رواه أحمد في المسند (٥/ ٤٤ - ٤٥ و ٤٠) وأبو داود رقم (٤٣٠٦) وإسناده ضعيف.
(٤) الصَّيلمْ: القطع المستأصل. انظر "النهاية" (٣/ ٤٩).
(٥) رواه أبو داود رقم (٤٣٠٥) وإسناده ضعيف.
(٦) رواه الحاكم (٤/ ٤٩٦) وهو حديث صحيح موقوفًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>