للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اعتراض بعض الجهلة من أهل الشِّقاق والنِّفاق على رسول الله في القسمة العادلة بالاتفاق

قال البخاريُّ (١): ثنا قَبيصة، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن عبد الله قال: لما قسم النبيُّ قسمة حنينٍ قال رجلٌ من الأنصار: ما أراد بها وجه الله. قال: فأتيت رسول الله فأخبرته، فتغيَّر وجهه، ثم قال: "رحمة الله على موسى، قد أُوذي بأكثر من هذا فصبر".

ورواه مسلمٌ (٢) من حديث الأعمش به.

ثم قال البخاريُّ (٣): ثنا قتيبة بن سعيدٍ، ثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: لما كان يوم حنين آثر النبيُّ ناسًا؛ أعطى الأقرع بن حابسٍ مائةً من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى ناسًا، فقال رجلٌ: ما أُريد بهذه القسمة وجه الله. فقلت: لأخبرنَّ النبيَّ . قال: "رحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر".

وهكذا رواه (٤) من حديث منصور بن المعتمر به.

وفي رواية للبخاريِّ (٥): فقال رجلٌ: والله إن هذه لقسمةٌ ما عدل فيها، وما أريد فيها وجه الله. فقلت: والله لأخبرنَّ رسول الله . فأتيته فأخبرته، فقال: "من يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله؟! رحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر".

وقال محمد بن إسحاق (٦): وحدَّثني أبو عبيدة بن محمد بن عمَّار بن ياسر، عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: خرجت أنا وتليد بن كلابٍ الليثيُّ، حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يطوف بالبيت معلِّقًا نعله بيده، فقلنا له: هل حضرت رسول الله حين كلَّمه التَّميميُّ يوم حنين؟ قال: نعم، جاء رجلٌ من بني تميمٍ يقال له: ذو الخويصرة. فوقف عليه وهو يعطي الناس، فقال له: يا محمد، قد رأيتُ ما صنعتَ في هذا اليوم. فقال رسول الله : "أجل، فكيف رأيت؟ " قال: لم أرك عدلت. قال: فغضب النبيُّ فقال: "ويحك! إذا لم يكن العدل عندي فعند


(١) رواه البخاري رقم (٤٣٣٥).
(٢) رواه مسلم رقم (١٠٦٢) (١٤١).
(٣) في "صحيحه" رقم (٤٣٣٦).
(٤) يعني مسلم في "صحيحه" رقم (١٠٦٢) (١٤٠).
(٥) وهي عنده رقم (٣١٥٠).
(٦) في "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٤٩٦).